Quantcast
Channel: على بالي
Viewing all 98 articles
Browse latest View live

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -6-

$
0
0
الواحد بقاله حبة حلوين مابيكتبش.. حاسة إني نحّست وفقدت جزء من قدرتي على الحكي.. صحيح صدق اللي قال: قلة الكتابة تعلّم البلادة..

الحياة بتجري بشكل فظيع، والواحد هيفضل أقصى أمنياته إن الأسبوع يخلص عشان ينام من غير ما يقلق هيصحى بكرة ولا لأ.. حاسة إن روحي واقعة على معدتي البايظة بفعل التهاب القولون وخلاط الدنيا عمال يخرط فينا كلنا على مهله.. لسة عندي أمل أحكي حدوتة مدهشة وأكتب حاجة جديدة ترضيني عن نفسي وتحسسني إني ماصديتش.. بس عمومًا، هكتب حاجات عشوائية متفرقة كالعادة.. ومش هحاول أفكر فيها تاني ولا اشمعنا كتبت عن دة بالذات

** قابلت وانا رايحة الشغل النهاردة راجل عجوز ضُحكي جدا وزي العسل.. من ساعة ما قال "حد له نفس يدفع يا جماعة؟ لو مالكوش نفس قولوا"وقعد يضحك وانا متفائلة.. فضل يتكلم معايا ويقولي انه سافر 33 بلد "ماتفتكريش اكمني لابس جلابية إني بصمجي".. وإنه رايح التأمين الصحي، رجعوه هناك عشان كلمة.. محتاج يعمل عملية في عينه الشمال والورق اتعمل للعين اليمين.. حلف بأيمانات الله كلها للدكتور إنها الشمال ومعاه التحاليل القديمة تثبت إنها غلطة، الراجل تربس نفوخه زي أي موظف حكومة متخرج من البلاعة شعبة تعسيف.. وأصر يرجعه التأمين الصحي تاني عشان يعمل الورق من أول وجديد.. "قمت غسلته بقى.. منا كدة كدة راجع المشوار تاني"، فضل يضحك وهو بيحكيلي.. وأنا بضحك على ضحكه

"متزوجة يا بنتي ولا لسة؟"، زيه زي أي راجل كبير لازم يطمن إن أنا متأمن عليا.. "متجوزة آه".."ربنا يطعمكم ويرزقك الذرية الصالحة.. أهم حاجة يطلع ابن حلال ومايزعلكيش..""لا والله يا عمو هو ابن حلال فعلا وانا بدعيله".. "بس، هو دة المهم.. أنا أصلي عكيت كتير وانا صغيّر..."وفضل يضحك تاني ويحكيلي انه كان عكاك وهو صغيّر، بس ربّى ولاده إنهم مايعملوش نفس أخطاؤه تاني..

الراجل دعالي كتير وسلم عليا قبل ماينزل، كنت بسمعه بودن وبالودن التانية بسمع أم كلثوم بتدندن "الهوا العطشان.. عطشان في قلبي بيندهك"كانت صبحية لطيفة..


** قريّب هتبقى مذكرات الزوجة الحديثة فشخ، مذكرات الماما الحديثة فشخ... ساعات بفكر إن ربنا رزقني بالبيبي بدري عشان أنا محتاجة تجربة حقيقية ضخمة ترجعني للكتابة من جديد، الجواز تجربة فشيخة طبعا، ولو أنا واخدة راحتي متهيألي كنت هكتب أكتر.. بس هتفضل قواعد السرية اللي بتحبها البيوت واقفة قصاد رغبتي الشنيعة إني أحكي كل حاجة وأفضح الدنيا، مابيتبلش في بؤي فولة طول عمري :D وكنت محتاجة أعوّد نفسي على السيطرة شوية

لكن البيبي بقى هفضحه براحتي :)) وهفضح كل الهواجس اللي بتعدي في دماغي عنه\عنها.. "هحححح يارب تكون عنها.. فاضل كام أسبوع وأعرف".. ويارب تكون صحته كويسة وروحه هادية.. وياريت والنبي يارب يكون بيناوناو لما بيجوع وبينضف نفسه باجتهاد بعد الأكل :D

** فيه كورس إيطالي إعلانه بيطلعلي في كل حتة.. بيطاردني حرفيًا وانا بفكر أستجيب للقوى العليا وأروحه..

 إيطالي يا ريهام؟ طب وحلم الفرنساوي القديم؟ ع العموم اشطة منا طول عمري كنت بحلم أربي كلب واكتشفت بعد إن أنا شخص قططي تمامًا.. احتمال الإيطالي يبقى القطة الجديدة اللي هتناوناو وتنام في حضني.. "دولتشي فارنييتي"يا ولاد.. هروح أقول للست اللي هتعلمني إني معرفش حاجة في الإيطالي غير كلمة "دولتشي فارنييتي".. متعة ألا تفعل شيئًا..

أتعلم إيطالي وأحكي للننة عنه، ماهي هتبتدي تسمعني من الشهر الجاي..

** من ضمن الحاجات اللي خلتني أعرف إني ابتديت أفرح بالننة فعلا التفاصيل اللي كنت بقراها عن تطوراتها.. الشهر اللي فات كانت قد السمسمة، الموضوع دة فرحني جدا.. بنوتة صغننة قد السمسمة عايشة جوة بطن ماما وبتلعب جوة.. أنا فاكرة إني يومها فضلت ماشية مبتسمة في الشغل بدون سبب..

بعد كدة عرفت إنه قد حبة العدسة، وبعدين الخوخة.. ومؤخرا عرفت إنه 4 سانتي وتكونت كل أعضاؤه خلاص.. المعلومة دي ضحكتني أوي أوي.. 4 سانتي وعنده كبد ورئتين ورجلين بيرفص بيهم؟؟ ليتل مستر تايني :D


** طول ما لسة فيه احتمالات في الدنيا -ولو بعيدة- ممكن نزق جواهم احتمال إننا نبقى سُعدا وضحكيين.. آه والله!

:)






من مذكرات زوجة حديثة فشخ -7-

$
0
0
الحياة دي غريبة أوي..

امبارح كان عندي أرق كعادة ليلة يوم الحد بعد لخبطة النوم بتاعت الأجازة.. معرفتش أنام لحد الساعة 3 تقريبًا.. يدوبك نمت ساعتين أو ساعتين ونص وقلقت لقيت الدنيا حر لدرجة غير محتملة، واكتشفت إن المروحة بعيدة عني.. والمصحف حرام!

 يدوبك رحت عدلت المروحة وبحاول أروح في النوم.. دوكا جت من بعيد وراحت هيلة بيلة لافة نفسها ونايمة جنب حجازي مش جنبي..

كل اللي حصل ببساطة اني فتحت في العياط ومعرفتش أنام تاني.. الموضوع دة يبدو أهبل خالص، وعبيط خالص.. قطتي بقت بتحب جوزي أكتر مني "هاهاهاهاا!"حاجة لطيفة جدا ومضحكة، وأي حد هحكيهاله بأسى هيفضل يضحك، حتى حجازي مش مستوعب أنا متضايقة من إيه وأما اتكلمت معاه في الموضوع قبل كدة زعل واستغرب في نفس ذات الوقت..

القطط البنات بتميل للولاد أكتر، بتلاقي معاهم حنية غير نوعية الحنية بتاعت ماما.. وحجازي حنين بالفطرة أصلا فلازم دوكا تحبه طبعًا.. أنا بس صعبان عليا نفسي، قطتي هيا الحاجة الوحيدة اللي طلعت بيها م الدنيا، حرفيًا يعني!

الواحد لما خد على قفاه في الدنيا كتير واتوجع فشخ من ناس وعلاقات غير متوقعة، منع نفسه بالعافية إنه يتعلق تعلق مرضي بأي حد، بقيت بتعمد كل العلاقات تبقى سطحية، كل الصداقات من بعيد لبعيد.. ناس قليلة أوي اللي مسموحلهم يبقوا قريبين لدرجة ممكن تسمحلهم يئذوني، كل حاجة بتحصل برة المخبأ بتاعي بتفضل براه، جوة المخبأ فيه كتبي وكتابتي وأحلامي.. ودوكا.

أيوة صح، أنا أٌقنعت نفسي إن مفيهاش حاجة خالص لما أتعلق بدوكا تعلق مرضي، احنا بنربي حيوانات طول الوقت عشان بنحس معاهم بحب غير مشروط وغير نهائي، مفيش حاجة اسمها الكلب بتاعي أو قطتي هيسيبوني ويمشوا.. مفيش حاجة اسمها هيلاقوا حد أحسن فيفضلوا يدوله هو مشاعرهم، مفيش حاجة اسمها إنك مش كفاية.. بكل اللي بتعمله واللي هتعمله مش كفاية.. احم.. أو هكذا كنت أظن يعني!

لا بس عادي خالص، حتى دي طلع فيها إنّ.. دوكا ببساطة لقت حد أحسن.. آه هيا لسة معايا في نفس البيت، وآه هيا مش بتكرهني يعني، وبتجيلي بردو مهو أنا بتاعت الأكل وبتاعت حل المشاكل.. بالظبط، بقت حاجة مشروطة، مجرد احتياج.. لكن عايزة حب غير مشروط؟ بليز كام باك ليتر يا حلوة!

إحساس الفشخ بتاع العلاقات والوجع بتاع استعادة الذكريات مختزن جوايا، وأي وقت بلاقي فيه متاح إني أعيط بعيط.. تاني، خسرت علاقة تاني والمرة دي بدون ماعمل حاجة فعلا، دة مجرد امتثال لقانون الحياة الغير عادلة، اللي مش بتديك الحاجات لمجرد إنك عملت اللي عليك، أو عملت كتير أوي، أو كان نفسك الدنيا تفضل زي ما هيا، أو تقدر تثبت بالورقة والقلم إن كل اللي جواك يخليك تستحق تمامًا كذا.. في الحقيقة مفيش أي محدد لاستمرار أي حاجة، الدنيا فعلًا الأصل فيها الزوال، حتى في أبسط وأأمن العلاقات اللي لا يمكن تفكر في احتمالية خسارتها مرتين، زي علاقتك بالقطة!

دراما كوين مش كدة؟ عادي.. اتفقت من زمان مع نفسي إني عارفاها وعارفة إنها دراما كوين وقابلاها زي ماهيا، وإن مكنش حد عارف يستوعب العبء دة، فأنا اللي مضطرة أشيله، ومش زعلانة منها، ولا هلومها زي الباقيين مابيلوموها على إنها مش أعقل ومش أهدى، ومش بتكبر دماغها..

القصد: الحياة غريبة أوي فعلا، عمرك ماتقدر تتكهن الوجع هيجيلك منين، ولا عمرك تقدر تتفادى مقدار معين منه مقسوملك، لا تقدر تغالب فكرة الفراق مهما كانت صورتها، ولا تقدر تتفادى إنك تروح الشغل معيّط ومش نايم، مهما حاولت تزرع لروحك استقرار نفسي بالعافية..

عزيزتي دوكا: شكرا على كل حاجة، أنا هفضل موجودة في البيت بس هتجنبك شوية عشان قلبي واجعني... باي باي :)

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -8-

$
0
0
أصصدم بمقال أحمد سمير عن مامته "فاطمة"التي أحببتها كثيرًا.. أصطدم بالمقال بعد عدة خلافات نشبت في البيت الصغير المطل على الشارع المزعج والتي كبرت من اللاشيء كالعادة.. حيث ينتهي الخلاف بنتيجتين معتادتين: 1) احتمال كبير أكون شخص لا يُطاق.. 2) الوحدة هي إكسير الأرواح المُعذبة.. ولقد فشختنا الوحدة كثيرًا، فبقينا أشخاص لا نُطاق.

أصطدم بالمقال وأبتسم وتبدأ دموعي في الانهمار وأنا أربت على "كرشي"الصغير.. أيون.. لسة مابقيتش بطن كبيرة عليها القيمة.. وفي الحقيقة أحيانًا بشك إن فيها نونو! إنما يوجد احتمال عليه القيمة بوجود صغير ينمو في الداخل لا أعرف شكله بالضبط.. وهياخد مني ايه ومن باباه ايه.. احنا الاتنين بنتهته و احنا متعصبين، هيتهته زينا؟ عينيه هيكونوا واسعين ولا ضيقين بس بيشوفوا كويس؟ هيكون بيحب يكتب؟ وفي يوم من الأيام يكتب عني مقال بيقول إنه كان مقدر كل حاجة طول الوقت بس مشغول شوية عن إنه يحكي في الموضوع دة؟

هل سأربي فيه حنانًا طيبًا أم سأكون أمًا بائسة لأبناء لا يعرفون عني الكثير.. هل سأربي فيهم أنانية كالتي أحتويها في داخلي؟ هو الموضوع دة بالجينات ولا اشطة ممكن السيطرة عليه؟! لا أدري.. فقط الله وحده يعلم هيئة هذا الصغير بعد سبع وعشرين عامًا مثلًا.. راجل طويل وحليوة وبيحب الضحك وبيحضني دايما بمناسبة ومن غير، ولا بنت حلوة بتحب تسيب الدنيا واللي فيها وتيجي تقعد معايا حبة نقرا سوا أو نحكي حواديت أجرجرها فيها في الكلام فتحكيلي عن الحبيب اللي مغلبها وقلبها اللي تاعبها..

هل سأصبح أمًا رائعة كطنط فاطمة؟! في الحقيقة لا أعلم.. طنط فاطمة كانت تعرف كيف تزرع البهجة في العدم.. حتى أنها تدعو لسارق أغراضها "ربنا يباركله فيهم!".. كيف داوت طنط فاطمة الغضب؟! أنا لازلت عالقة في غضباتي التافهة وعالمي الصغير المثالي، حيث يجب أن تحدث الأشياء بترتيبها المنطقي في عقلي، فقط ولا غير.

في جميع الحالات، أعتقد أنني سأضطر للانتظار سبع وعشرين عامًا بالتمام والكمال حتى أتمكن من البعبعة بكل الأشياء الضئيلة التافهة التي تضايقني، فتظل في حجمها الضئيل التافه، ويكون الرد متمثلًا في طبطبة على الظهر المحني و"معلش"، و"أعملك حاجة تشربيها معايا يا ماما؟!"



اقروا عن طنط فاطمة.. هنا

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -9-

$
0
0
مش عارفة أرجع تاني :\

كل مرة بتعدي عليا فترة عيا صعبة ومستشفيات وكانيولات وإيدين مخضرة ثم مزرقة و...و...، كل مرة دة بيحصل بفصل تمامًا عن العالم الخارجي ومبعرفش أرجع بسهولة.. ببقى في حالة شبيهة لأول يوم حضانة\مدرسة\درس فيه الولد الحليوة بتاع تانية تالت.. مش قادرة أخطي العتبة تاتة واحدة واحدة وأدخل أندمج مع اللي بيحصل جوة واتشاف كدة ويبقى ليا وجود... أنا مش عايزة يبقى ليا وجود، عايزة أفضل مستنية برة، وابقى غير مرئية تماما

ببقى بس عايزة أنام، أنام كتير أوي وأصحى من النوم أنام تاني.. مش عايزة أواجه الواقع بجسمي اللي بينهج لو وقفت أربعين ثانية متواصلة وروحي المسحوبة بفعل الحر والكتمة، ودماغي اللي مش عارفة تبطل تسأل: امتى الحياة هتكون سهلة شوية؟

كانت أول مصالحة ليا على العالم الخارجي هيا "بندورة".. بندورة هيا دبدوبة بنت ضخمة فروتها مكونة من دواير لا نهائية بتخش في بعضها وتعمل دهاليز ناعمة.. لابسة فستان وعندها فيونكة روز.. وانا مقتنعة أصلا إنها فارة..

بندورة كانت ماسكة في إيديها بالونة هيليوم بتقول"
get well soon
"ومستنياني على باب الشقة.. حجازي كان ماسكها والبالونة مغطية وشه ومستنيني أفتح الباب.. وأنا أول ماشفتهم كلهم سوا قعدت أعيط.. كنت سعيدة فعلا.. دي أول لحظة سعادة حقيقية تعدي عليا من كتير.. حسيت أخيرا إن فيه حاجات تانية مستنياني في الحياة غير المشاكل والتعب والتعليمات وحقن الوريد.. فيه حاجات ممكن تحصل بسيطة وحلوة ومبهجة، كل يوم وانا ببص لبندورة هو دة اللي بفكر فيه.. فيه حاجات هتحصل أكيد حلوة، مهما قرصت الدنيا علينا وطبقت على نفسنا..

في المستشفى جت عيلة صغننة فيها بنت وأب وأم بس معايا في الأوضة لمدة نص يوم.. البنت غنت لمامتها قبل ماتخش العمليات.. والراجل كان قلقان ومابيتكلمش لكن أول ماخدوا الأم واتأخرت في العملية كان الحب بيدلدق من كل كلامه عنها وكان بيكلم طوب الأرض عشان يطمنوه... لما رجعت م العملية اتكلم معاها عادي وقالها بس "قلقونا عليكي".. كنت عاوزة اقوم أقوله ليه خبيت الحب المدلدق دلوقتي؟ أرجوك قولها "أنا ماكنتش عارف لو كان جرالك حاجة كنت هعمل ايه.."

في المستشفى برغم كل الإجهاد وغباوة الممرضات إلا إني كنت بستمتع بإحساس الاستسلام.. بإحساس إن مش مطلوب مني حاجة تاني خلاص اتصرفوا انتوا، أنا بس عايزة أنام.. دايما الممرضات بيعلقوا إني بنام كتير.. مببقاش عارفة أشرح إن دة مش نوم العيا بس، دة نوم الإنهاك بتاع كل حاجة.. التعب بتاع الدنيا كله، أنا جاية أستسلمله تمامًا.. وأنام

وبعد دة مابيحصل، بخرج تايهة شوية ومش مدركة تمامًا أبجدية التعامل مع العالم اللي كنت بستخدمها قبل كدة.. عاوزة أفضل ساكتة، وأبتسم كل ماحد يقولي أي حاجة وبس.. مش عايزة أتكلم خالص.. بحاول بس أقوم من السرير على قد ماقدر واعمل حاجات بسيطة أوي، وعبيطة أوي.. وكافية أوي إني أكون منهكة عشان انام 13 ساعة متواصلة جديدة.. واصحى تقيلة ومش مركزة.. ومفيش في دماغي غير بس إني هقوم أسقي الزرع.. واشرب عصير أناناس

أكيد الفترة هتعدي، أنا عارفة.. بعد كل دور عيا شبيه فيه حتة صغيرة مني بتدبل تمامًا وبتبقى لازم تدفن عشان حتة غيرها تتزرع، بفضل محتاسة بيها شوية بس مش عارفة أدفنها فين.. بعد شوية بتفاجئ بيها زي ماتكون اتصرفت، اتدفنت لوحدها بعيد عن الشوشرة..

وأنا رجعت للتنطيط واللخبطة والرغي اللي مابينتهيش :)

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -10-

$
0
0


وأخيرًا... البحر

بقالي كتير أوي عايزة أروح اسكندرية، ماروحش وخلاص.. لأ.. أقعد في بلكونة ع البحر ساعات طويلة وأبص ع الوسع اللانهائي بيهزم الضيقة اللي جوايا.. بيهزم كل المشاهد الزحمة\الملوثة\الكتمة.. مش عايزة أختلط بزحمة الشارع وجنان البشر والعربيات، عندي من دة كتير طول الوقت والله.. أنا عايزة البحر فقط لا غير

أخيرًا رحت مع بابا وقعدت في بلكونة بيتنا عشان أعمل عملية ترميم نفسي لنفسي بنفسي.. بابا اللي بيضحك أوي على إنه لما جه العمارة البواب معرفهوش عشان حلق شنبه وشعره، ولما قاله أنا ساكن في الخامس.. قاله: عند الراجل العجوز اللي فوق؟!

ضحك أوي.. ضحك بس بيتهيألي إنه من جواه زعلان إنه بقى الراجل العجوز اللي فوق.. بس بابا يختلف عننا في إنه بيصدق اللي حاصل ويبني عليه أحسن مايعيط عليه، بيصدق ويشوف ببساطة ورانا ايه دلوقتي وخلاص.. احنا بقى بنحب نعيط، ونحس بالظلم إن بعد كل دة فيه كمان حاجات ورانا! ونستهلك في الحدوتة دي تلات ارباع أعمارنا اللي مش هتتعوض.. لحد مانبقى الراجل العجوز\الست العجوزة اللي فوق

عمومًا.. قضيت أخيرًا ساعة الفجر ببص ع البراح م البلكونة واشوف كل حاجة بتكلمني لوحدي بشكل صريح، وتراك مزيكا بيتكرر في وداني.. أيوة أنا أستحق شوية سكينة من دول، أستحقهم عن جدارة..

حاجات بسيطة أوي بتنجح في الآخر إنها تسببلك السعادة، حاجات زي إنك ماتخشش تنام عشان لازم تخش تنام دلوقتي فتفضل في السرير بالساعات متورط في فكرة "اللازم"المقرفة دي ولا عارف تصحى ولا عارف تنام.. فتحس إنك طول الوقت في أبسط تفاصيل حياتك شخص "مغصوب"..

 حاجات زي إن الأجازة ماتبقاش ملفوفة بأحاسيس الذنب عشان وراك بلاوي، حاجات زي إنك تحقق أهم وأصعب حلم ممكن يحلمه أي حد.. حتى لو هتحققه لمدة ساعات: إنك تعيش زي منتا عايز.. مش زي ما المفروض تعيش..


أنا قلوقة جدا، ودماغي بتعرف تبقى جنراتور لأفكار السخط والغضب وتنسج مليون حدوتة محتملة من شوية حاجات حصلت ولا اتقالت ولا كانت هتتقال.. لسة كنت شايفة جملة بتقول إن القلق مابيمنعش اللي هيحصل، بس بيسرق المتعة والسلام النفسي من الحاضر تمامًا..

كنت واعدة نفسي إني اليومين دول مش هفكر فيهم في أي حاجة، هحيّد القلق تمامًا.. هحاول يعني، والله هحاول.. ومتهيألي المحاولة هنا هتكون أسهل من المحاولة في زحمة وحر المواصلات في شارع بورسعيد بالسيدة زينب!

حاجة أخيرة: كنت بفكر في فكرة المنغصات، يعني.. عمر مافي حاجة هتبقى خالية م الهم، كمثال بسيط.. أي مكان فيه فيو حلو غالبا هيكون على شارع رئيسي.. وعشان احنا في مصر، فالبلكونة الحلوة اللي ع الكورنيش دي مثلا فيها كمية دوشة هايلة.. طول منتا قاعد بتسمع سواقين موتوسيكلات مشغلين مهرجانات بصوت عالي جدا مشوش جدا ملوث جدا.. بس لوهلة بتفكر إن الراجل اللي سايق دة عايش عيشة بنت كلب أوي، أغلبها غصبانية وقهر..ودي فرصته الوحيدة إنه يتفرد ويحس ويحسس الناس إنه منطلق وحر.. طبعا دة مش من حقه، بس لسبب ما ممكن تسامحه، وجودك في مكان زي دة بيخلي مسامحته أسهل..

يلا، هيروحوا كلهم من ربنا فين :)

عيد سعيد...


من مذكرات زوجة حديثة فشخ -11-

$
0
0

حواديت كتير...

** التغيير ليس شرًا كله..

هنمشي أخيرًا من شقتنا المحندقة في السيدة زينب وهنروح أكتوبر البعيدة، هيضيع من يومي كل يوم حوالي 4 ساعات مواصلات دة على أقل تقدير يعني... بس هيكون عندي بلكونة أحط فيها الزرع الجديد

آه بمناسبة الزرع، وبعيدًا عن إن السبب الاساسي وراء الرحيل دلوقتي هو مشاكل مع صاحب الشقة، إنما أنا كنت ملاحظة إنها كانت بتطردنا منها بالتصوير البطيء بقالها مدة..

الزرع بتاعي وقع من الشباك! صحيح محدش اتأذى -غيري- بس الحدث دة كان مؤلم جدا بالنسبة لي.. وقعدت فترة مبحبش أدخل الأوضة اللي كان فيها الزرع ولا أبص ناحية الشباك وإذا شفته بالصدفة وانا ماشية في الشقة لازم أقعد أعيط..

دي كانت البداية، ثم بدأت الصراصير والنمل تغزو البيت مهما نضفت ورشيت، البيت غرق مية كذا مرة، الأصانسير اللي كان اتصلح ابتدى يعطل تاني، حتى الكهربا اللي كنت مبسوطة انها مابتقطعش كنت ماشية في يوم في الشارع ببص ع السكة المضلمة وبقول ان دي نعمة مش هتتعوض وبتحسّر ع الشقة.. رجعت البيت لقيت الكهربا قاطعة!

خلاويص كدة، مفيش داعي نفارق بعض وفيه بيننا ضديات.. خلينا نمشي واحنا صحاب

برغم إني طول الوقت بسب وألعن في الزحمة والدوشة البغيضة وحشرية الناس وغرابة الجيران، إلا إني هفتقد حاجات.. هفتقد اني ألبس إسدال الصلاة وانزل في السريع أجيب بقدونس وشبت من قدام البيت فألاقي واحدة قاعدة في السوق بتبيع كريز فأجيب منها بالمرة.. هفتقد الست اللي بتبيع الحاجات كلها فرط واللي بروح أشتري منها 10 أكياس زبالة الكيس فيهم بنص جنيه، الست الجميلة اللي حواجبها أبيض على اسود، وبرغم إنها صاحبة المكان تقريبًا ولابسة دهب كتير إلا إنها بتقف تخدم بنفسها وطول ماهي قاعدة تتكلم عن "الزباين"مع اللي حواليها بروح حلوة كدة.. روح حد بيستفتح وحابب يشتغل، ومش حابب يصبغ شعر حواجبه

هفتقد الناس اللي بتبيع بلاستيكات طول منا ماشية في الشارع وكل شوية تطق في دماغي أشتري منهم مصفاة ولا علبة لحفظ الأكل، هفتقد المنظر من الشباك والشروق في اللحظة اللي بينطفي فيها نور القلعة اللي باينة من عندنا..ماببيبقاش فيه في الشارع غير كام واحد أفضل أفكر يا ترى بيشتغلوا ايه عشان ينزلوا بدري كدة..

هفتقد الوول بيبر بتاعي، والحيطان اللي دهناها سوا.. صورت الشقة امبارح عشان يفضل فيه صورة ذهنية تعيش معانا لأول 6 شهور في جوازنا..

أنا عارفة اننا إحنا البيت مش الحيطان هيا البيت، وهنروح نعمل بيت جديد وندهنه مع بعض بردو ونحوش عشان نجيب شوية عفش كمان لأن الشقة الجديدة أكبر بكتير.. لما بزعل بتخيلنا واحنا لسة مخلصين دهن الترأة وقاعدين ع الأرض مليانين بوية بندندن "الليلة الكبيرة".


** بقيت بخاف أحكي الحاجات الحلوة ع الفيس ولا هنا، في الحقيقة اللي بيحصل كل مرة نجح إنه يخليني أقلق.. كل مرة أكتب عننا حاجة حلوة لازم نتخانق بعدها وندبل فترة لا بأس بها..

يمكن اللي بيقرا الحاجات اللطيفة دي بيبقى متخيل إن حياتنا جنة، أكيد مابنحكيش كتير عن الخناق والجدال المرهق والفترات العصيبة ومنظرنا واحنا بؤساء ع السفرة بنفتح بؤنا بالعافية عشان ناكل.. لكن أنا ببقى نفسي والدنيا رايقة أحكي الحاجات الحلوة، لينا قبل أي حد.. عشان لما تتسد في وشنا نلاقي اللي يفكرنا بالخير الكتير اللي بيننا..

بحكي كمان عشان أنا عارفة إن فيه واحدة دلوقتي فاضلها ع الجواز كام يوم ولا في أول وأصعب فترة وغرقانة في الخناقات ومتخيلة إن حياتها هتبقى ضنك للأبد، مش متخيلة إن الفترة دي ممكن تعدي.. ممكن يوصل لها كلامي وتحس إن فيه أمل.. وإن كل حاجة وارد تتغير..

عمومًا أنا كنت عايزة أقول حاجة.. أنا زي أي بنت رومانتيكية محفور في جوانياتها شوية الأفلام والكتب اللي قريتهم، ببقى نفسي في الصورة البدائية الساذجة للرومانسية، الورد.. الهدايا.. المفاجآت.. الأمسيات والخروجات بتاعت الأفلام الأجنبي.. وبرغم إني بحب الحاجات دي وبستناها بس فعلًا بقى بيحصل مواقف رومانسية تانية بتوصلني لحاجة شبيهة من الطيران

يعني مثلا، أكتب كلمتين ع الفيس يعرف منهم إني غالبا بعيط.. يتصل يسأل: "بتسحي ليه؟ الننة عملت زي العصفورة وجت قالتلي.."من غير مايتضايق أو يحسسني إني نكدية.. اتصل عشان يحاول يضحكني بس..

 الموقف دة كان رومانسي جدا، أنا اتبسطت زي ماكون جبت
جيبة جديدة ملونةولا حاجة :D
آه والله..

الأيام اللي ببقى فيها تعبانة وأقوله "ينفع نتقابل وناكل في أي حتة؟"رومانسية بردو.. الأوقات اللي بنقعد جنب الشباك نغني أغنية تمانيناتي هبلة طقت في دماغنا، رومانسية.. الأيام اللي بنضطر مانشوفش بعض فيها خالص غير نص ساعة أقعّده فيهم عشان ياخد فيهم الورد اليومي من الحواديت اللي حصلت طول اليوم :
Dوبعد مانخلّص كلام أقوله "لأ استنى نسيت أٌقولك.."وأكمل حدوتة كمان، وهو يقعد يضحك عليا وأنا بحكي حاجات عبيطة بحماسة وساعات أتكلم بسرعة أوي ومايفهمش مني حاجة فيضحك وخلاص.. رومانسية جدا

فشكرًا يا حبيبي على كل الأوقات الرومانسية الحلوة.. ربنا يديمها نعمة :*



** حاجات كتير بتحصل
شبه رغبتك ولهفتك انك تفتح التاب بتاع موقع معين كنت شغال عليه فتدوس على علامة الغلط بدل ماتفتحه.. شبه اللحظة اللي دوست فيها "نو"لما سألك عايز تحفظ الفايل دة ولا لأ.. وانت مكونتش عايز تقفله والله ومش عارف مصدر حركة ايدك اللي خلت إجابتك كدة..

حدث لحظي متخلف بينتج عنه حاجات كبيرة جدا.. لحظة بتفضل بعدها متنح ومش مصدق وبتسأل: "هو أنا عملت ايه دلوقتي؟"، وحاسس بصدمة إنك اتنشلت.


** كنت بدوّر على حاجة ودخلت على مجلة اسمها "فوربس"، دخلت لقيت كوتشن بيقول إن الحياة الفعلية هي كل اللي بيحصلك عكس كل مخططاتك.. اتبسطت، كنت محتاجة أسمع دة وأأمن عليه.. دخلت ف يوم تاني أدور علي الكوتشن اليومي دة يمكن ألاقي حاجة تانية ملهمة.. ببساطة مكنش فيه.. ومفيش ايحاجة توحي ان المجلة بتحط كوتشن يومي، قعدت أدعبس في كل الأقسام ملاقيتش حاجة..

دي كانت حاجة ملهمة بردو وخلتني ابتسمت بردو.. عشان عرفت إن يوميها كان مبعوتلي رسالة مخصوص.



** في يوم هتكون عندي بنوتة.. هتبقى عايزة تخرج مع صحابها اللي معرفش نصهم وتسافر حتة بعيدة تبات فيها عشان عايزة تشوف الدنيا وبعدين تستقل عشان مش عايزة حد يتحكم فيها وهيا آنسة كبيرة كدة.. اتمنى ساعتها إن أنا وحجازي نكون متفهمين كفاية.. وبدل مانغضب عليها ونوقعها في فخ طاعة الوالدين اللي لو ماعملتهوش تبقى بنت عاق والكلام الكبير دة، نحافظ عليها وعلى صداقتنا، على زيارات ثابتة ومكالمات حلوة.. ومانزعلش م الوحدة المريحة
  اللي هترجعلنا أخيرا بعد ماقعدنا سنين نشتكي إننا مش لاقيين وقت نتنفس..

ونتنفس بقى، نتنفس كتير أوي...

يمكن نروح "سيت"في فرنسا، لسة قارية مقال عنها بيقول إنها بلد صيادين فتخيلت حجازي هناك بيحكي لصياد فرنسي عن الصيد في مصر وهما قاعدين بيدخنوا في المينا والجو حلو.. كان مكتوب كمان إنها بلد مليانة شعر، الناس هناك بتتعامل مع الشعرا زي ماحنا بنتعامل مع الفنانين ولعيبة الكورة، وإن فيه أبيات شعر مكتوبة في كل حتة ع الحيطان..

متهيألي هتكون بلد حلوة نقضي فيها شوية وقت من وقت للتاني...



** "دماغك سلة مليئة بالخبز، وبتخبط على الأبواب عشان تسأل الناس إذا كان عندهم ليك شوية فتات".. دة كان معنى جملة قريتها للرومي.. وعايزة أفضل فاكراها على طول :).






 
البيت...

ودة عن مدينة "سيت"..
http://www.hindawi.org/blogs/20906848/سيت_جنة_الشعراء_في_الأرض/

أنا والمارية.. (1)

$
0
0


هح! اتولدت المارية أخيرًا.. شفتها بعينيا بعد كووول الانتظار دة.. اتولدت قد الفتفوتة والسمسمة، صغننة وجاية قبل ميعادها بردو.. وضعيفة وبتخضني عليها ومحتاجة عناية مخصوص.. وطبعًا عشان أنا عمر ما في حاجة مشيتلي سلسة كدة فكانت أساسا ولادة عجيبة.. أنا بقول لازم أحكي اللي حصل بردو للتوثيق والذكرى..

يوم 30-11 ع الفجرية كدة ماكنتش لسة عرفت أنام كعادتي في أيام الحمل الأخيرة.. وبعدين بعد الفجر كدة تقريبا
my water broke!بس انا مكونتش مستوعبة بردو.. فضلت أكدّب نفسي وأقول ممكن يكون أي حاجة تانية.. وكعادتي لما بحتاس قعدت أدور ع النت ولقيت كلام كتير من ضمنه إنه ممكن دة يحصل وماتحصلش الولادة بردو.. قلت ماشي هستنى كدة واشوف

مش عايزة أخش في تفاصيل ملهاش لازمة بس يعني حصل مؤشر كمان م النوع اللي يخليك ترفع حاجب وتنزل حاجب وتقول: صيرياصلي؟ دي شكلها ولادة فعلا.. كانت الساعة بقت 7 الصبح تقريبا.. وكل اللي فكرت فيه إني أحضّر أي شنطة واسيبها لأختي – اللي ساكنة فوقيا- واروح أي مستشفى أكشف ولو طلعت ولادة أخليها تجيلي بيها

عملت كدة فعلا.. مش فاكرة حطيت إيه ولا ركزت ازاي.. طلعت خبطت على أختي وهيا صاحية مذهولة وانا بقولها بهدوء شديد "أنا احتمال أكون بولد خدي الشنطة دي وانا هروح أكشف ولو طلعت ولادة حصليني بيها.."

المستشفى اللي المفروض أولد فيها كانت في المعادي وأنا في اكتوبر.. قلت أكشف في حاجة قريبة الأول، افتكرت اسم مستشفى الشيخ زايد لأن حد قاله قدامي قريب.. وخدت تاكسي على هناك.. ودي كانت الخطيئة الكبرى بقى..

رحت لقيت حاجة شبه مستوصف كدة.. قلت مش مشكلة أكشف طوارئ وخلاص..

 عمو عمو فين الطوارئ؟ هناك أهيه.. عه! مدخل كله طوب ورمل وراجل بائس قاعد على ناصيته.. سلامو عليكو ياحج.. فيه دكاترة جوة؟.. لا والله محدش لسة جه! عه؟؟ طيب فيه عيادات؟ آه جوة..

ماشي دخلنا جوة.. لقيت طوابير من ناس غلبانة ملمومين على ديسك وبيتزاحموا.. زاحمت يمكن آخد صابونة.. خدت تذكرة بجنيه ونص لعيادة النسا وانا في ذهول ومشيت هائمة على وجهي أشوف فين العيادة أم جنيه ونص دي..

لقيتها وياريتني مالقيتها..اتخضيت من منظرها جدا.. خفت أكشف آخد عدوى.. خدت بعضي ومشيت

قلت خلاص مابدهاش بقى نطلع ع المعادي وأمرنا لله!

تاكسيات كتير بتعدي ومحدش يعرف اسم المستشفى ولا مكانها وانا عمري ما رحتها.. لحد مالقيت واحد قالي تعالي انا م المعادي أصلا وكنت بوصل ناس هنا.. قلت يا منتا كريم يارب.. أول ماركبت قالي 100 جنيه! قلت الله يخربيتك، ماشي.. وانطلقنا ع الدائري بقى

ساعتين.. ساعتين بالظبط عشان ننزل المعادي وأنا مش عارفة أنا وضعي ايه بالظبط.. أنا احتمال أكون بولد :\
ووصلنا..

الفكاهة كانت ايه بقى.. مفيش مكان في الطوارئ أخش أكشف!! وانا عمالة أضرب كف على كف.. محدش عايز يكشف عليا ليه يا جدعان مايصحش كدة..وفضلت ألف وأحجز في عيادة النسا شوية واستنى الطوارئ شوية.. وابص للكشك اللي برة في أسى.. أنا جعانة أوي وعايزة أجيب أي حاجة آكلها! بس متهيألي لو ولادة المفروض ماكلش.. مش عارفة قلت أصمد وخلاص.. في الحقيقة اكتشفت بعد كدة إن مكنش فيه مبرر لكل دة غير إن مارية مكتوبلها تتولد في ساعة معينة مش أكتر.. وطلع مكنش ينفع آكل فعلا، أنا شطورة جدا

أخيرا دخلت.. والحمد لله جالي أخصائي نسا ابن حلال أصر يجيبولي سونار مخصوص جوة الطوارئ.. وبعد ما كان طمني وقالي ممكن ماتكونش ولادة واحتمال أروّح.. لقيته بيقولي: طيب أنا مش عايز أخضك بس انتي غالبا لازم تولدي في خلال ساعتين!

بس يا سيدي..

وعملوا عليا كونسولتو وحوارااات لحد ساعة الصفر.. طبعا مفيش داعي أقول إنهم قرروا إنها قيصرية..ضغطي كان عالي أوي ودة اللي كان مسبب للجميع قلق.. بس يعني عدت الحمد لله وطلعت زي الديك الفاحص أهو :))

ودلوقتي بقى.. مطلوب مني أشرب حلبة بعسل وآكل حلاوة وأشرب سوايل كتير.. آخد بالي إن الجرح ميجيش عليه مية وآخد المضادات الحيوية والفيتامينات ومانساش اشتري لزقة عشان أغير ع الجرح.. مانساش الكحول بتاع سرة مارية وقطرة العينين 3 مرات والفيتامين أبو 4 نقط في اليوم ونص قرص حمض الفوليك في اللبن.. أظبط المنبه عشان محدش فينا ينام أكتر من 5 ساعات عشان تصحى ترضع.. أعمل تمرينات مؤلمة عشان ينزل مني لبن أكتر.. واشرب سوايل تاني وآخد اقراص حلبة.. حلبة بكل الصور.. حلبة إيفري وير.. أخلي بالي من الباب عشان البرد والبلكونة عشان الناموس.. والأكل بتاع دوكا خلص كمان! مارية ضعيفة أوي ولازم تاخد لبن مخصوص.. لازم أغلي البيبرونات عشان تتعقم كل يوم واشتري ترمس وغلاية جديدة، أنزل أشتريهم امتى وازاي؟.. "اوعي تنسي علبة اللبن مفتوحة"..خايفين لا مارية يكون عندها الصفرا.. لازم أدور على مستشفى فيها حضّانة عشان يعملولها تحليل صفرا.. لازم مانهارش وانا شايفة أثر حقنة الوريد على كفها الضعيف الصغنن وهما ساحبين منها كمية دم مايستحملهاش شحط كبير.. لازم استنى ساعة ونص عشان آخد التحليل.. لازم أروح بكرة الاستشارة وأعيد الاختبار كمان 3 أيام.. والتطعيم؟ ماخدتش التطعيم وكان لازم تاخده في أول 3 ايام وإلا هنروح الصحة بتاعت محمد محمود.. واختبار الغدة..ذكرى محمد محمود كانت من أسبوعين أصلا.. "ماتنسيش علبة اللبن مفتوحة وخلي بالك لا الغطا يتبهدل وإيدك تيجي عليه وبعدين ع البيبرونة وتبقى مش نضيفة".. ولازم لازم أركز في الرضاعة واشرب حلبة بردو.. وانا أساسا رجليا وارمة وضغطي عالي فلازم أروح الدكتور الأولاني والدكتور التاني بتاع الحاجات التانية.. وأرد ع التليفون عشان الناس بتسأل عليا.. وأغير اللزقة ع الجرح وبعدين أروح أفكه.. وعايزة أروق الشقة عشان الناس عايزة تيجي تزورني.. ولازم أستحمل كلام الناس الكبار عشان دي مواقف ولازم تتقضى.. وكلام الناس الصغيرين اللي مش عايشين ع الكوكب وأقصى اهتماماتهم مارية واخدة شعر مين.. ولازم أغير البطاقة وأوثق الورق وأركز عشان الفلوس بتتصرف بسرعة مهولة، أنا جبت حاجات م الصيدلية ب500 جنيه في يومين! وبعدين مش لازم أتضايق إن الدكتور سخيف وبيتريق عليا هو أنا هناسبه؟ المهم يكون شاطر وخلاص..

بس كدة.. بسيطة يعني

أنا مكبّرة الموضوع ليه بس؟ :)

أما أشوف المارية شكلها صحيت.. وبغض النظر عن كل حاجة، شكلها وهيا مستسلمة للزغطة ضحكني من قلبي.. تلك البنت اللي مليانة حلويات :))

يلا..تو بي كونتينيووود.

أنا والمارية.. (2)

$
0
0
هو دة اكتئاب ما بعد الولادة اللي بيقولوا عليه؟؟

طيب.. سنقاومهم بالحب!

في الحقيقة أنا كنت كويسة خالص.. امبارح بالذات حسيت إن فيه حاجة حلوة حاسة بيها وهيا إني مش فارق معايا المجهود البدني اللي علاقة بالفترة الأولانية وحاسة انه بيعدّي وربنا بيقدّر وخلاص.. نفسي بس كل حاجة تمشي كويس، المارية ماتعياش.. أنا أركز ومانساش حاجات مهمة.. الرضاعة تمشي مظبوط.. إلخ إلخ.. لو الحاجات دي حصلت أنا فعلا معنديش أزمة في حوار إني مابنامش متواصل أو دراعي على وشك يتكسر من التثبيت على وضعية معينة.. احنا قدها وقدود
:))

الفكرة إن دة خرافي طبعًا.. مارية خدت برد جامد ولسة الصفرا عندها عالية.. الصفرا مابتروحش غير بالرضاعة وانا مش عارفة أرضعها كويس.. مارية جسمها ضعيف جدا، أنا بقعد أعيط جنبها واتأسفلها وانا بغيرلها هدومها.. النهاردة خرمولها ودانها عشان تلبس حلق.. من كتر الشحتفة اللي اتشحتفتها كرهت الحلقان وكرهت نفسي! وبنسى.. بنسى حاجات كتير.. ساعات بنسى أغيرلها البامبرز وبفتكر متأخر.. ساعات بنسى نقط الفيتامين.. وطبعا أدويتي أنا مابفتكرهاش غير لما أحس اني تعبانة.. مين الحد اللي ممكن أقوله دلوقتي: عمو عمو أنا مابعرفش أركز في حاجات كتير كدة مع بعض.. فيقولي ماشي، انتي عليكي الرضاعة والبامبرز وانا عليا الباقي!


ابتدت الأفكار السخيفة تعشش في نفوخي بقى.. "أنا أصلا ماكنتش عايزة أجيب طفل عشان عارفة اني هجيب طفل تعبان زيي ويفضل يعاني نفس معاناتي".."أنا أصلا مش قوية ولا زفت،أنا عايزة حد ياخدني من إيدي دلوقتي يتمشى بيا ويجيبلي آيس كريم وياخد مارية ويجيبهالي لما تتحسن شوية ومايبقاش وشها أصفر وأصغر من صباعي.. وأنا هكمل من بعد تلك المرحلة".. "عايزة أنام كتير واصحى ألاقي كل حاجة كويسة وحجازي جه ومفيش ناموس في الأوضة! الناموس مبهدلها.."

ويبتدي السح.. وتنطفي الفرحة الكبيرة اللي كنت حاسة بيها امبارح وانا مش عايزة أحطها في سريرها وعايزة أفضل شايلاها وأتأملها كدة لمدة ساعة عالأقل.. وعمالة أفكر إني مش زعلانة إنها صغنتتة أوي كدة.. أنا مبسوطة بيها ومن كتر ما بتأمل فيها بقيت حاسة إن الكائنات التانية هيا اللي كبيرة.. هيا كدة جميلة..وهتبقى عصفورتنا..

بدل مافكر في كل دة تاني حطيتها في سريرها وشغلتلها المزيكا اللي بتطلعها الزرافة اللي جابتهالها خالتو رضوى وقعدت اتفرج عليها وهيا بتروح في النوم.. وأنا حاسة بالأسى ومش عارفة أتأسفلها ازاي اني مش هعرف أخلقلها عالم جميل كدة مليان مزيكا هادية ودباديب مبتسمة ومفيهوش ألم.. معلش يا مارية ماما مش هتقدر تعمل دة.. ماما غالبا مش هتقدر تعمل اللي أقل من دة كمان

وافتكرت فجأة كل الكلام اللي قريته عن اكتئاب ما بعد الولادة، وقلت ف عقل بالي النهاردة كان يوم مثالي انه يزورني بعد المعاناة مع التطعيم ومع برد مارية وعياطها المتواصل.. مع معلومة إن شهادة ميلادها مش هينفع تستخرج إلا لما تتم شهرين.. اللي هو عدى منهم أسبوع! يعني فاضل 7 أسابيع.. كل أسبوع هيبقى فيه عيا ودكتور ومواصلات وأهل لازم نرضيهم وواجبات لازم تتعمل وخلاص وأحضان المفروض تهوّن مش هتهوّن وبيبرونات لازم نقوم نعملها ونسيب المارية تعيط في سريرها لوحدها لحد مانيجي.. ونقعد نتأسفلها ونقول: "أنا عمري ما هسيب المارية دة انا كنت بجيب المم بس.."

وعديت على وسط البلد النهاردة، ومشيت من جنب القزاز واخدت بالي اني آخر مرة جيت هنا كان معاك.. بقالي زمن مابجيش وسط البلد.. وحسيت إن أقصى أمنياتي حاليًا هو يوم طبيعي أروح فيه الشغل وأرجع على وسط البلد أجيب سندويتشات من قزاز وأقابلك ع القهوة!
أحلم بسفرية عمرها ما هتتحقق.. ومافكرش إنها حتى لو اتحققت دلوقتي مش هقدر أنزل فيها أهيم على وجهي بالكاميرا وأكتب.. هكون بعمل حاجات تانية خالص

عمومًا أنا متأكدة إني هتحسن.. بس كان لازم أكتب عشان ماقعدش أعيط وخلاص.. يمكن كمان الكلمتين دول يساعدوا أم صغنتوتة جديدة تانية شايفة إنها مجرمة إنها بتفكر في أفكار كدة.. على فكرة إشطة صفة الأمومة لا تجب ما قبلها! هتفضلي بني آدمة يعني.. ومن حقك تفكري وتقولي اللي بتفكري فيه.. حتى لو كان عك :)



يلا..أما أقوم أغلي البيبرونة عشان المارية هتصحى بقى :))

أنا والمارية.. (3)

$
0
0


اييييه.. المارية هتتم أسبوعين كدة :)) نص شهر بحاله احنا الاتنين كبرنا فيه خالص.. أنا بطلت أعيط وانا بغيرلها وأحس بالذنب انها بتعيط.. وأقنع نفسي إنها مش بتعيط عشان أنا بعمل حاجة غلط.. هيا بتعيط عشان هيا ننة وطريقتها الوحيدة في التعبير هيا الوأوأة.. وهيا كمان بقت تستحملني شوية وانا ببرّد البيبرونة وبقولها "خلصنا خلاااص.. قربنا خلاااص"وبتعيّط نص ونص يعني حسب حالة الجوع... بس بتسامحني بعدها على طول،  وبقينا سوا نستحمل شوية المجهود اللازم للرضاعة من ماما.. احنا تقريبًا بنفحت سوا المجرى بتاعت نهر اللبن.. ومسيره في يوم يكفّي نسقي شوية ورد تانيين كمان

عيطت عياط أنا في الأسبوعين دول! وخسيت النص
:))–اشطة مصلحة-.. وبحاول أتعلم مهارة مش راضية أتعلمها أبدًا من زمان.. مهارة أقول ايه امتى ولمين.. أتناقش امتى وامتى أرزع الوش الهادي وأهز راسي وأنا بأكد "ربنا يسهل.."، تلك الكلمة العبقرية اللي مابتديش عقاد نافع.. بس فعلًا مش لازم يا ريهام تشرحي وجهة نظرك لكل من هب ودب، مش لازم تقوليلهم لأ انتوا غلط أو لأ مش لازم كذا.. مش لازم تقنعي الناس إن فيه خمسين طريقة لكل حاجة في الدنيا، لو هما مش مقتنعين والنبي لو رقصتي عشرة بلدي ما هيفرق.. هتفهميهم ازاي إن تشنج اللي بينصح إن اللي قدامه لازم يعمل كذا عشان هو دة الصح مستفز ومرهق.. يا ستي.. شغلي الميوت في دماغك وهزي راسك وقولي "ربنا يسهل.."وخلاص.. حد عايش معاكي يعني وهيراقبك؟ في الآخر انتي مع المارية الحلوة في العالم بتاعكم لوحدكم.. وربنا بيطل من فوق ومحاوطكم بناموسية ضخمة من الرعاية.. دانتيل مخرمة بتجيب نسايم حلوة وهادية تقدري تستوعبيها..  بعيد عن أي تشنج أو أحكام.. يا ستي.. ايه يعني مش هيدوكي وسام الأم المثالية من وجهة نظرهم؟ أقولك سر؟ انتي فعلا مش الأم المثالية.. انتي احتمال كبير تبقي صاحبة كويسة.. ومارية هتعرف دة بسهولة، ومفيش الحاجات دي بين الصحاب بقى..

كنت بحاول أتعلم كمان إني لما أحتاس ماتجنبش المساعدة بسبب كششاني من طباع البشر، المهم أعرف أطلب المساعدة من مين.. دي مهارة هايلة جدا.. اكتشفت ان طلب المساعدة فعلا حلو، خصوصا لو اللي بتطلب منه مش ناوي يساعدك بشروط، أو يتناقش معاك الأول الموضوع مستاهل ولا لأ.. المهم أكون واثقة ان رد فعله هيكون مناسب ليا.. إن هو دة فعلا اللي انا محتاجاه دلوقتي مش مجرد حد جديد ينضم لقايمة المتفزلكين.. والحمد لله، ناموسية الرعاية الضخمة اللي أنا والمارية مستخبيين تحتها بتتفتح بشكل دوري ويتبعت منها ناس بالوصف دة بالظبط.. الحمد لله

أما المارية بقى.. فعلاقتي بيها اتطورت خالص من ساعة أول مرة شفتها في المستشفى وكنت مسهَمة والممرضة عمالة تقولي "بتبصيلها باستغراب كدة ليه؟ والله بنتك.."، لحد مابقت بتنام على بطنها عليا عشان المغص.. راسها الصغننة على رقبتي أو عند قلبي.. واحنا الاتنين غرقانين في السرير بنغني للمغص عشان يمشي بعيد.. أنا كنت بخاف لما حد يقولي نيميها على بطنها أصلا كنت بحس إنها هتفطس مني :)) دلوقتي بقت نومتنا المفضلة..

بقيت بستمتع بمراقبتها أكتر.. باخد بالي انها بتحب تميل راسها أوي.. هتحتاج كتافنا طول الوقت عشان تنام عليها.. وبتخيلها كتير مابتقعدش قدام التليفزيون الا في حضن حجازي وهيا ساندة على كتفه عشان يتفرجوا سوا.. المارية هتطلع رقيقة وعايزة أحضان كتير.. ولازم نخلي بالنا من إنها تحس إن الأحضان دي متوفرة طول الوقت عشان ماتتوهش وهيا بتدور عليها..

وانا بقى مش عايزة أتوه بردو.. فيه كام رسالة اتبعتولي عبر الأثير امبارح.. لقيت ستيتس مكتوبة عن أم كانت متمردة ومميزة وعلاقتها بالحياة مختلفة وبعدين تاهت في دوامة أكل العيش والتربية وبقت مثال للاستسلام لكل الظروف.. وبعدين وانا بتفرج على فيلم، أم كانت بتوصل بنتها لعريسها وراحت موقفاها قدام المراية وقايلالها:"شايفة الست الحلوة اللي في المراية دي؟ اوعي اتنسي أبدًا هيا مين.."، وأنا عمالة أمأمأ "امممم"واهز في راسي.. رسايل رسايل.. وحاجات تانية.. المهم إني عارفة ان الفترة دي محتاجة تركيز كامل مع مارية ونسيان لريهام شوية.. يمكن الكتابة هيا الحاجة الوحيدة اللي هتساعد ريهام ماتختفيش لحد مايبقى فيه وقت لينا احنا الاتنين..

في النهاية بفكر كتير، يعني قصاد صعوبة المرحلة دي، هييجي عليا يوم واقولها أو حتى أفكر "منا ياما عملتلك..""بعد كل اللي عملته عشانك...""دة انا وانا...".. أتمنى ماوصلش بتفكيري لدة أبدًا لأنه مش حقيقي، مفيش صك ملكية بيتمضي ع الننات في مقابل المجهود اللي بيتبذل معاهم، مفيش مقابل محدد مطلوب منهم في المستقبل قصاد دة.. يعني.. لو عندك جنينة حلوة ومحتاج حد يخلي باله منها، وجبت بستاني.. المنطقي ان البستاني يسقي الزرع صح وان الورد يكبر في معاده والجنينة تفضل حية وجميلة.. لا البستاني ليه في الجنينة حاجة، ولا الورد بقى ملكه عشان هو اللي سقاه.. البستاني خد أجرته خلاص.. واحنا واخدين أجرتنا تالت ومتلت، من أول الأمان ومتعة صحبة الحلوين دول، والثقة اللي هما مديينهالنا  لما ولونا كل أمورهم كدة.. لحد توفيق ربنا ورعايته.. والجوايز اللي قايل انها متشالة للأمهات.. عايزين ايه تاني؟ امممم.. يمكن قدام شوية نطلب حاجات تانية من علاقة الصداقة بقى.. أنا صاحبة رخمة واحب صاحبتي تحسسني اني مميزة بالنسبة لها :))

يلا كفاية فلسفة فارغة بقى.. احنا نروح نربي عيالنا وخلاص :
D

كل سنة وانتي طيبة يا مارية.. عقبال ماتتمي شهر.. وتكبري وصحتك تبقى أحسن، ادعي لماما عشان انتي دعواتك مقبولة أكتر منها..ربنا يعينها ويهدي سرها ويطمنها.. ويجمعنا ببابا على خير..

أنا والمارية.. (4)

$
0
0
"يارب بارك في نوم ال 4 ساعات وخليه زي نوم ال 8 ساعات والنبي.."

أستيقظ بعد نوم ال 4ساعات فايقة، أفكر.. هل استجاب الله للدعاء وانا نائمة وهعرف اصمد لآخر اليوم فعلا؟! مش مهم.. المهم ألحق أغسل البافتات وأنضف البيبرونات قبل ماتصحى..

أحاول تحمل حرارة المياه الساخنة جدا التي أغسل بها الأغراض، تلسع أصابعي فأترك الأغراض فجأة لأضم مكان اللسعة وأنا أفكر في شيفات البيتزا الذين أراقب أصابعهم المنتفخة دائما وهما بيخبزوا.. كثرة التعرض لحرارة الفرن تجعل أصابعهم جميعًا متشابهة بشكل غير معقول.. أفكر أنه ربما تكتسب الأمهات نفس خاصية تشابه الأيادي بعد مدة..

أفكر أيضا في ليلة امبارح.. 3 ساعات متواصلة من الصراخ الحزين حتى أنني في نهايته فقدت صبري وبدأت أقول حاجات غير منطقية زي"بس بقى يا مارية كفاية حرام عليكي!" .."طب أنا عملتلك إيه طيب؟!".. "يعني انتي عايزة إيه دلوقتي؟!".. أشعر بقليل من الذنب لأنني عاتبتها وطالبتها بتبرير..أنا أكره المبررات وأكره أن يطالبني بها أحد، لماذا أطالب المارية بمبرر للصراخ المتواصل حتى مطلع الفجر؟! في الحقيقة أنا كنت عارفة إنه المغص لعن الله جوانبه.. كان يجب أن أضع سماعاتي في أذني وأستمع ل
sting  حتى أهدأ وأظل مبتسمة في وجهها إلى أن تنتهي نوبة الألم.. اعذريني يا مارية، قلة النوم وحشة يا أختي والله..

أغضب كثيرًا من قوانين هذا العالم البغيض الذي ينص على أن يولد الصغار بجهاز هضمي غير مكتمل ليعانوا الأمرين طوال ثلاثة أشهر حتى اكتماله.. طب ليه يعني؟ ماذا سيخسر العالم إذا وُلد الصغار بجهاز هضمي مكتمل.. هل سيتضرر الكون إذا رضعت طفلة ولم تصاب بالألم؟!

تنتهي نوبة الصراخ ثم تسرح المارية في اتجاه ما وتبتسم.. أفكر أن الله يعوضها بالتأكيد بطريقته الخاصة، وأشد البطانية عليا وأنام..

غسلت البافتات وأنهيت تحضير البيبرونة وصوصوة المارية تملأ الأجواء.. أول شيلة بعد مانصحى من النوم تحتمل كمية رائعة من الدفء، جلدي بارد دائمًا وجسدها الدافئ يملأ محيطي بحرارة طيبة.. "صباح الفلة ع الننة"أقولها بصوت طفولي فتنهي نوبة التمطع وتفتح عينيها الصغيرتين الكبيرتين ويبدأ النني الأسمر في مراقبة العالم.. تلتهم حلمة البيبرونة بطريقة مضحكة وطيبة وتضم أصابعها بقوة لتعبر على أنها منفعلة للغاية.. أحيانا تمسك بصابع من أصابعي وأحيانا تكون أكثر انفعالا من الانشغال بمثل هذه الأشياء..

أنظر لجلدة رأسها المقشرة وأتنهد تنهيدة غارقة في الهم.. يوجد حاجز نفسي بيني وبين فركها بجدية، أنتظر سقوطها لوحدها ولكنها لا تسقط.. رأسها الطرية قد تصاب بالأذى إن قمت بذلك، أتنهد ثانية وأتشجع أخيرًا وأترك الموسيقى لتهدئ كل منا وأمسك بفرشاء أسنان ناعمة وأبدأ في الفرك ببطء.. يا حلوللي! القشرة بتطلع فعلًا! طيب هيا مابتعيطش تبقى مش متألمة.. أشعر بالنجاح العظيم بعد الانتهاء، مش كل القشرة راحت بس أنجزنا إنجاز عظيم.. أغسل رأسها بالليفة الدولفين الاسفنجية وأكلفتها في الفوطة قبل أن أستخدم ال
baby oilالذي أرغب في شربه يومًا ما.. تبدأ في الصوصوة طلبًا للوجبة الجديدة، اممم طب أغيرلها الأول عشان ماضطرش أحطها ع السرير بعد الرضعة ويحصل للبن ارتجاع..

أنهي تغيير الحفاض بسرعة تبهرني أنا شخصيًا.. أضحك وأنا أفكر في المرة الأولى التي غيرت فيها حفاضة المارية.. بكيت لشدة خوفي على جسدها الضئيل وكعبرت الحفاضة بفن سريالي بديع لن يتكرر

شهرين ياحلوة.. بقيتي آنسة بتلبس فساتين وبامبرز مقاس 2 وبتبتسم لما نلاعبها وبقيت ماما حافظة أدوية المغص والالتهابات والسخونية وبتفكر في حلول فورية بديعة لمشاكل عجيبة.. لسة بيجيلي ذعر من حاجات هبلة وبقرر إني هسأل الدكتور المرة الجاية حتى لو ضحك عليا.. ولسة بتعلم منك ايه اللي بيريحك وبحاول أعمله

كل سنة وانتي قطة ماما الحلوة.. رجاء خاص: ابقي سيبيني أنام شوية يا لوزة مايصحش كدة أبدا يعني :
D

خيبة الأمل راكبة جمل

$
0
0
الخذلان دة حاجة وحشة فشخ..

الأسوأ من إن كل الحاجات اللي انت معوّل عليها تخذلك هيا إنك بتخذل نفسك في الأساس، بتكتشف قد ايه انت معريها ومخليها عرضة لكل لطشة تيجي ع الوش والقفا ومناطق أخرى.. انت فعليًا سايب الحياة تتحرش بيك وعينيك بتدمع في صمت بدل ماتقوم تتخانق معاها وتلم عليها الناس..

يعني أنا عارفة كويس إن شكلي معقول وشعري كيرلي غجريٌ مجنون يسافر في كل الدنيا.. وإني بالنسبة لواحدة والدة من اربع شهور فأنا في حالة جسدية مثالية.. بس بردو، أي كلمة ليها علاقة بشكلي بتجرحني فشخ.. زي ماكون بتلكك عشان أصدق العكس، مع إن قصاد أي كلمة سلبية بيتقال لي مليون كلمة إيجابية.. السلبية قابلة للتصديق أكتر وتأثيرها أعمق بكتير.. كنت متخيلة إني خفيت من مرض شحاتة الثقة دة بس واضح إني لسة عيانة..

طب أنا عارفة كمان إني بكتب كويس، وإني كنت محظوظة كفاية إن ربنا يخلقلي دوارية صغيّرة من الناس تتابعني وتبقى عايزة تقرا اللي انا بكتبه.. وإني ممكن أكون مؤثرة بشكل إيجابي في حياتهم.. ومع ذلك، بفضل أشحت الثقة بردو.. وفكرة إني أكتب حاجة تترمي في صندوق رسايل الآخرين  في انتظار رد بتستمر في دعمي بنفس الفكرة بتاعت "يا شحاتة".. يمكن عشان مابقيتش بكتب للمتعة الخالصة، بكتب عشان أجيب فلوس.. وغالبا الناس اللي ببعتلهم الشغل مابيردوش لما بكون محتاجة الفلوس جدا.. فأتكسر أكتر..

بمناسبة الفلوس؛ كنت متضايقة فشخ اني بشتغل مهندسة وبقضي كل يوم 8 ساعات بعمل حاجات ملهاش أي تلاتين لازمة، سبت الهندسة وبقيت بشتغل محررة وبرغم اني كنت منهكة من مشوار بعيد أوي عن بيتي إلا كنت بقضي ال 8 ساعات في حاجة بحبها.. دلوقتي سبت كل حاجة وبشتغل بيبي سيتر بدون مقابل 24 ساعة في اليوم، وببوس رجل العالم عشان أنام شوية وبفضل أدعي ماصحاش مصدعة.. فألاقي وجع السنان اللي بقاله كتير مفارقني بيطاردني من جديد.. وجع لا نهائي وصداع نصفي وجيب فاضي مش هيوصلني للدكتور.. مش عاوزة أنزل شغل وأسيب مارية، ومتخيلة إني حتى لو أخدت القرار دة مش هلاقي شغل أصلا.. عمالة أسأل اللي حواليا عن أي حاجة أعملها من البيت ومحدش عارف يفيدني؛ المزيد من أحاسيس الشحاتة..

أنا شلت الإيشارب.. مش هقول "قلعت الحجاب"عشان الكلمة دي كبيرة عليا فشخ.. يعني لا اللي انا كنت لابساه دة كان حجاب ولا انا عمري فكرت في فعل "قلع الحجاب"كفعل ثوري بطيخي ولا عمري حاولت أدخل في النقاش بتاع هو فرض ولا لأ.. مكانش عامل لي أزمة أصلا، طول عمري بحب الإيشاربات الملونة.. وطول عمر إيشاربي واقع ونص شعري باين.. في الحقيقة أنا في المطار سبته يقع خالص عشان كنت شايلة مارية ومش عارفة أعدله.. بس كدة

غصب عني ساعات بتجيلي وساوس من نوعية: أيوة أهي المشاكل ابتدت.. أيوة ربنا زعلان منك وهيرفع إيد المساعدة عنك عشان عملتي كدة.. في نفس اللحظة بتجيلي رسايل دعم مهولة، في البلد اللي معرفش فيها حد فيه ع الأقل 4-5 بني آدمين عايزين يشوفوني وبيقولولي اني مش لوحدي.. سايبة رسايلهم وقاعدة ببص ع الرسالة اللي مابتجيش.. واضح ان المشكلة مش عند ربنا خالص؛ المشكلة في اللحظة اللي قررت فيها أكون شحاتة مع إنه ماليلي جيبي بحاجات تانية غير اللي انا مستنياها

بمناسبة الحاجات التانية.. فيه بحيرة قريبة من البيت بنزل أتمشى فيها أنا ومارية.. ولقيت بنات وستات كتير بيسوقوا عجل ع الممشى هناك.. دي كانت لحظة سحرية جدا بالنسبة لي.. حتى لو معرفتش أشتري عجلة فيه تأجير عجل ع البحيرة وأقدر آخد عجلتي كل ماكون متضايقة وأطير.. يمكن حاسة بتكتيفة عشان مارية لازم تكون معايا.. بس أنا عارفة إني هلاقي سكة.. وشوية شوية هيكون ليها عجلتها الخاصة.. ويبقى دة الوقت بتاعنا كل يوم، بننزل نسوق عجل سوا

فاكس تنمية بشرية يا ريهام,, بس والمصحف يعني الجمل اللي راكباه خيبة الأمل بتاعتك دي انتي اللي موقفاه على حيله.. مهما خذلتك حاجات ممكن حاجات تانية تسند.. عيطي شوية واتدفي في حضن مارية وقومي اعملي شاي بالفواكه الاستوائية وماتستنيش أي حاجة  وساعتها كل حاجة هتكون تمام.

طعم الحاجات.. بيعيش ساعات

$
0
0


ليه بطلنا ندوّن؟

كمية الحنين اللي جالي دلوقتي أول مافتحت الصفحة هنا واشتغلت المزيكا.. الأغنية بتاعت يين تييرسان اللي دايمًا كنت بحسها على نفس القدر من الضعف والجمال اللي ممكن ألاقيه جوايا لو دوّرت.. بس انا بفضل متمسكة إني وحشة، وإن الحياة وحشة.. وإن مفيش داعي للأمل عشان مناخدش على قفانا أكتر من كدة..

أحكي إيه؟

اللحظة اللي انا فيها دي لحظة مابتتكررش كتير وأعتقد صعب تتكرر على اللونج رن! أنا في البيت لوحدي... حتى مارية مش هنا! وفاتحة صفحة المدونة زي زمان وبكتب وأنا مليانة بكل أنواع المشاعر اللي ممكن يحس بيها بشري بشكل مختلط.. حنين وخوف وفرحة وجوع! كان نفسي أكون فاطرة عشان أضيف للقعدة الصديق الحقيقي اللي ياما ونسني: الشاي بلبن.

مارية مش في البيت ليه؟ يوووه دي حكاية طويلة

أنا أصلي كنت بدور على شغل.. بفتح كل يوم الجهاز وأقعد أدعبس وأدعبس زي قطة متأكدة إن فيه حاجة ورا الباب وعمالة تطلع إيدها وتخروش.. كنت بعمل سيرش على كل الجرايد والمجلات في المنطقة اللي انا فيها وابعتلهم كلهم كلهم، شغلوني معاكم.. أنا عايزة اشتغل

وفي مرة وانا بنيم مارية رجعت أبص عالموبايل لقيت رقم غريب.. نمرته توحي بإنه من دبي، قلقت.. يا ترى شغل وانا ضيعته عليا؟! حاولت أتصل تاني بالنمرة محدش رد أبدًا...

تاني يوم النمرة اتصلت تاني بدري وصحتني من النوم، اتنفضت بسرعة قبل مامارية تصحى وقمت رديت.. كان شغل فعلا! في وسط كووول الرسايل اللي ببعتها من غير عناوين مش معروفة لمين زي فيروز بالظبط.. جالي رد

كنت حاسة يومها إني طايرة، المعجزات بتحصل والسعي بيجيب نتيجة.. نزلت دخت عشان أوصل للست اللي كلمتني في مكان بعيييد معرفهوش واول مرة أروحه.. وتهت كالعادة وواحد شافني تايهة وكنت بسأله عن السكة أصر يوصلني، وفضل يدعيلي، كان بيحسبني لسة متخرجة.. برغم البهدلة اللي اتبهدلتها بس حسيت ان ربنا باعته..

وصلت أخيرًا واتكلمت مع الست وقالتلي هنجربك أسبوع.. البيبي سيتر اللي كنت بودي مارية عندها لو فيه ظرف أو لو عندي انترفيو قررت أتفق معاها بالشهر -أرخص بمراحل- ودفعتلها نص الشهر المتبقي فعلا على أساس إني مارية هتروحلها 3 ايام في الأسبوع، هنزل فيهم أغطي أحداث واكتب عنها..

وقد كان، ونزلت.. هائمة على وجهي وتايهة معظم الوقت، وغير مسلحة لا بشمسية ولا بصن بلوك في درجة حرارة معدية ال 45 وفي عز الضهر.. بقيت أسمر سمارة أكتر منا سمارة، وخدت ضربة شمس أول يوم.. وبعدين اشتريت شمسية أخيرًا واتكحرت شوية في المواصلات وعرفت ازاي أقلل معدلات البهدلة


ملحوظة مهمة: الغنوة اللي شغالة في الخلفية اسمها parapluie، معناها "شمسية"بالفرنساوي.. الفرق بينها وبين شمسيتي انها كانت بتحمي صحابها من المطر، أنا شمسيتي حاولت تحميني من الصهد


المهم.. نزلت ولفيت وكتبت.. عملت شوية أخطاء زي اني مكونتش بلاقي أماكن فأبعت أتأسفلها إني معرفتش ألاقي المكان الفلاني.. وغلطت بردة وسألتها: الجريدة مش بتوفر مواصلات وحياة أبوكي؟.. شكلها اتقمصت، بطلت ترد عليا خالص


كنت مكتئبة جدا، حد كان مصدق في السحر وحس انه اتحققتله تعويذة جميلة وفجأة اكتشف انه عبيط واتخبط في مناخيره واتعور عادي.. فلوس اتصرفت في وقت زنقة، زنقة مركبة هتترتب على دة.. وجع قلب وإحساس فشل..


فقت بعد كام يوم ورجعت لورد التدوير اليومي واللف، والبيبي سيتر بتاعت مارية أصرت إني أفضل أوديهالها.. لمصلحتها، عشان ماتحسش بالغربة عندها وتنسى المكان.. وكمان هيا بتحب الأطفال هناك وبتلعب معاهم، وقالتلي حرفا: حرام فلوسك اللي دفعتيها.. اعتبريها أجازة واستريحي

وقد كان، مارية ليها مرتين تلاتة تروحهم النهاردة واحدة منهم.. أنا قاعدة لوحدي في الشقة وقلبي مقبوض وحاسة اني هشة جدا من غيرها، برغم شكوتي المستمرة إني مش عارفة آخد نفسي طول ماهيا معايا.. بس من غيرها مش عارفة آخده بردو، من غير عباطتها وشقلبتها ع السجادة والفرك اللي بتفركه في ثواني فألاقيها خلاص طلعت ع السيراميك! الحلوة الشقية اللي لما تزحف هنشوف أيام سودا :D وطعمة ومبهجة في نفس الوقت.. اللي بتحب تضحك بجسمها كله لو اتبسطت، وتعيط بيه كله لو اتضايقت بردو

بس، دي كانت حدوتة وجودي في البيت لوحدي الغريبة.. البيت، البيت.. البيت صحيح! افتكرت البيت، البيت الأولاني اللي اتجوزت فيه والبيت التاني اللي اتنقلتله قبل الولادة وولدت فيه.. ودلوقتي البيت الجديد اللي بيبص ع الدنيا من فوق.. من الدور ال 28


النهاردة صحيت لقيتهم غاسلين شبابيك العمارة من برة، دي حاجة كان نفسي أعملها أوي من ساعة ما سكنت هنا.. عشان أشوف جمال المنظر بدقة وقت ماحب أتنج من الشباك


التفاصيل الصغيرة هيا بتصنع البيوت، من شوية قريت تدوينة كنت كاتباها عن الشقة اللي اتجوزت فيها وشفت الصور.. وفي نفس الوقت لقيت ان موقع "نون"اللي بكتب فيه عامل ثيم اسمه "طعم البيوت"عشان نكتب عن بيوتنا.. ضحكت أوي.. هكتب عن الشقة دي أكيد، وعن كل تفصيلة صغيرة فيها

برغم ان بيتنا الجديد هنا في الشارقة، لسة مفيهوش عفش.. بس سام هاااو بقى فيه جوايا انتماء ناحيته، ومبقيتش برتاح غير فيه.. معندناش غير كنبة بيضا قديمة كدة.. فرشت عليها بطانية وجبت كام خددية وخليتها تصلح للأنتخة


البيوت جوانا مش جوة محلات العفش الملون اللي بتبقى عيني وعين كل بنت أعرفها هتطلع عليه...

مش عارفة أحكي ايه تاني؟ آه.. أنا هكتب الحواديت بانتظام -ان شاء الله يعني- هعمل مدونة لحواديتي وهكتبها.. وهسجلها كمان لو ربنا نفخ فيا الروح واداني الوقت والطاقة.. وهفضل أدور على شغل، وماحاولش أركز في كل التحطيم اللي شغال حواليا.. هروح أجيب مارية بعد شوية وهيا واحشاني جدا.. دي حاجة حلوة، فماتحسيش بالذنب يا آنسة إن ربنا بعتلك شوية راحة...


كل سنة وانتو طيبين ومستحملين فضفضتي طول الوقت :) وكل سنة وانتي طيبة يا مدونة ياللي شبه الشمسية اللي بتحاول تحمي من الصهد وتخلي المطر متعة وكلفتة... ياللي بترجعيلي إحساس الكتابة الحلو بعيدًا عن الضغط ومواعيد التسليم وعدد الكلمات..

صحيح،

اقروا كلمات الأغنية اللي في الخلفية هنا، نهاركم سعيد...




It was raining hard on the highway
She hurried along without cover
I had with me an umbrella, borrowed
That very morning from a friend
Running over to her rescue
I offered her a little shelter
Wiping the weather off her sweet face
She complied very softly with a “yes.”
A little corner of an umbrella
For a little corner of Paradise
There was something about her of an angel
A little corner of Paradise
For a little corner of an umbrella
It wasn’t a bad bargain, heavens!
Along the way, how sweet it was
To hear with her the tra la la
Made by the water from the sky pattering
Against the roof of my umbrella
I would have liked, as during the Flood
To see the rain fall without end
To keep her there, under my refuge
Forty days and forty nights
But inevitably, even in storm
Roads continue on to each’s country
Soon enough hers appeared, a great wall
On the horizon of my passion
It came time for her to leave
After thanking me profusely
And I saw her figure grow ever smaller
As she gaily vanished into memory

رسالة إلى صديقتي في القارة الأخرى...

$
0
0
صديقتي في القارة الأخرى..

لا تعلمين كم أحببت رسالتك وابتسمت، جاءت لي في صورة هدية قدرية طيبة تخبرني أن الاحتمالات في هذا العالم لن تنتهي أبدا، ولن تقتصر على الزحام في دماغي.. هناك دائما احتمالات أخرى وأحداث غير متوقعة ليس علي انتظارها، علي فقط أن أجيد استقبالها لتدركني متعتها الخاصة

هذه الأيام في حياتي يمكن تجميعها خلف يافطة كبيرة مكتوب عليها "التباس!".. كل شيء في عالمي يخضع لسوء الفهم، لا أجيد فهم من حولي ولا يجيد الآخرون فهمي وأشعر برغبة في الصراخ كلما تطلب مني الموقف المزيد من الشرح.. تضيّع الفتاة التي تساعدني في التنظيف اغراضي و كلما سألتها شعرت بالاتهام والخوف وبدأت في الدفاع عن نفسها، لا أجيد الهندية ولا تجيد الإنجليزية ولا أعرف كيف أشرح لها أنني لا أنوي إيذاءها أو التخلي عنها، أنا فقط أسأل ببساطة..

مربية مارية أيضا، كلما سألتها عن شيء تحاول تبرئة نفسها.. ثم تقابلني مارية دون أن تبتسم فتشعر المربية أن عليها مواساتي ولا أمتلك طاقة لأشرح لها أن مارية تبدأ في اللعب معي والتعبير عن سعادتها برؤيتي ما إن ندخل الأصانسير..

يحدث خطأ ما في العمل فتنسى مديرتي أنها قالت هذا أو ذاك وأنا لا أرغب في الجدل.. أصمت فقط وأعيد سماعاتي إلى أّذني.. تتحول مفاجأة طيبة أحاول صنعها لزوجي إلى حادثة تتطلب التخطي.. وأنا أجلس في منتصف هذا العالم المُرهِق دون أن أفهم ما علي فعله بالضبط..

 كفاية يا جماعة أنا مش عايزة أشرح ومش مهتمة تفهموا سيبوني في حالي! حتى هذه الجملة لا أقدر على البوح بها فأبتسم ببساطة كي أبدو موافقة على فهمهم الخاطئ وأحاول التناسي..

انتهت حقبة مؤلمة في حياتي كنت أكابد فيها قلة المال، أًصبحت الأمور أسهل قليلا بعد أن انتظمت في العمل وقبضت أول مرتب، أحاول مقاومة هوس الشراء لكل ما كان ينقصني.. مش عايزة الحكاية تتحول لعقدة! ولكنني لا أصبر على أغراض مارية تحديدا، كلما رأيت ملابس جميلة وأغطية اشتريتها فورا.. ولكنني أصبحت أشعر أن الحكاية لم يعد لها ذات البهجة.. التكرار يفقد الأشياء بهجتها، وأصبح الشراء حدث يتطلب التخلص من الأكياس الكثيرة وتفريغها لا أكثر ولا أقل

فقط التكرار في العمل أصبح يريحني كثيرا، أشعر بالامتنان أن عملي لا يتطلب جهدا ذهنيا كبيرا بل حفظ للخطوات وتكرار مريح يُشعرني أخيرا أنني ممسكة بزمام الأمور.. أذهب إلى عملي وأصنع قهوتي التي أضع فيها كمية مبيض مبهرة للواقفين حولي.. أضع سماعاتي في أذني.. وألغي عقلي تماما وأذوب.. أحيانا فقط أفكر في شكل زوجي وهو يراقبني أثناء العمل، هذا المشهد يتكرر في ذهني كثيرا، وأفكر أنه سينبهر من سرعتي على الكيبورد وحرفيتي التي لا تشبه الفتاة التي لا تجيد أي شيء في البيت ويمكنها تخريبه في اقل من نصف ساعة.. عندما أفكر في هذه الأشياء أشعر أننا لازلنا في أيام الخطوبة.. وأبتسم

في بقية الوقت ألغي عقلي تماما، أنا لست أما ولست زوجة ولست ابنة ولا أختا، أنا لا أحد.. فقط فتاة تضع توكة على شكل فراشة في جانب شعرها لتبدو طفولية وليست على وشك أن تتم 28 عاما بعد عدة أشهر.. تحاول ارتداء ملابس تشبهها وحقيبة ظهر وتسير بسرعتها المعتادة دون أن تفكر في الكرش الصغير الذي خلفته الولادة.. تشاهد انعكاس صورتها في زجاج المباني فتوقن أنها تبدو أسمن من صورتها الذهنية عن نفسها ولكن لا يهم.. لا زالت ضحية لمشاعر الذنب لأنها ترتدي نص كُم، أحيانا كثيرة تفكر أنها كانت أحلى بالحجاب وأكثر قدرة على الاندماج.. تحاول ألا تفكر في أنها تبدو مضحكة ومدعية في الفستان الأنثوي والبوت الذي جربت ارتداءهما يوماً، وتشعر بالفخر أحيانا أنها لم تضع في غياهب عقلها بعد..


مارية تكبر وتزحف في أرجاء البيت كقطة صغيرة، تأكل كل شيء ملقى على الأرض وتزيد من إحساسي بأنني لا أصلح لمهمة الحفاظ عليها.. أنا أترك الأشياء ملقاة هنا وهناك طوال الوقت وأنسى.. أنسى أنها كبرت لدرجة تُمكنها من الوصول إليها وتجعلها في خطر.. أحببت أن أخبرك في هذه الفقرة تحديدا أن تتناسي كل ما قرأتي من أبحاث كي تستطيعي استكمال الرحلة، من الرائع أننا حصّلنا قدرا لا بأس به من المعلومات يعيننا في هذه المهمة الضخمة التي أثقلت كاهلينا.. ولكنها في كثير من الأحيان لا تمت للواقع بصلة

نسيت أن أخبرك أنني اشتريت بعضا من الأُثاث للبيت.. أخيرا! ولكنني اشتريت أغطية رمادية للأرائك مع الكثير من الخدديات الملونة.. أتجول في المنزل وأنظر للون الرمادي ولا أفهم لماذا اشتريته، كما أن الأثاث لم يتم توصيله لي في أفضل صورة.. أغطية الأرائك كانت مكرمشة وتبدو وكأنها مستعملة، وهناك العديد من العيوب التي تلقطها عيني الشريرة ببساطة.. أفكر أن الله يدربني على التوقف عن التصرف بهذا الشكل، عن تعلم غض النظر عن العيوب والاستمتاع بالجيد فيما أمامي.. علي أن اتناسى أن هذا الرمادي ليس مبهجا وأن أوقن أن هذه العيوب لم تفسد الأمر بالكامل.. أحاول عندما أنظر إليها أن أوجه نظري لبقية الأغراض، للحلو فيها.. ربما علي تعلم هذا الدرس


المضحك حقا أنني لم أكن أمتلك المال لعلاج أسناني التي كابدت معها كثيرا.. الآن أمتلك المال ولكن الأطباء لا يرغبون في علاجي.. يتحسسون هنا كثيرا من موضوع العدوى والفيرس الذي يرقد بالسلامة في دمي، منذ عدة أيام ذهبت لطبيبة وأخبرتها فقامت بارتداء خوذة تشبه التي يستخدمونها أمام اللحام.. لم أكن أعرف هل علي أن أضحك أم أحزن.. آخرون أكدوا أن عليهم تبليغ وزارة الصحة، ربما قاموا بترحيلي إن فعلوا ذلك.. أتحسس الكتلة المتورمة أسفل ضرسي بلساني ولا أعرف ما علي فعله الآن

لدي إجازة ستمتد للأحد المقبل، أخذت مارية لمربيتها اليوم على أمل قضاء بعد الوقت لنفسي.. أتناسى إحساس الذنب وأملأ البانيو وأفكر في سماع أم كلثوم بصوت عالٍ، تحديدا المقطع الذي تقول فيه "كنت بشتاقلك وانا لسة هنا..."

سعيدة لأنني أراسلك، أنا لا أعلم حقا لماذا لم نخبز الكعك سويا ونتنقل بين شقتينا أكثر.. ربما سيحدث هذا قريبا إن قاموا بترحيلي بالفعل

قبلي سلمى عني وأخبريها أنني أشتهي احتضانها واحتضان أمها أيضا، سنفعل ذلك قريبا ونقضي يوما رائعا، ونفكر في كل هدايا الله ونتناسى غصة الحلق.

قبلة كبيرة..

How to draw a rabbit for dummies... (1)

$
0
0


الحياة غامقة اليومين دول.. غامقة خالص

فأنا قررت إني لازم أكتب كل يوم، أو يمكن يوم آه ويوم لأ حسب التساهيل.. المهم إن خطة "كيف ترسمين أرنبًا"لازم تكمل تلاتين حلقة.. إن شاء الله يعني


مش عارفة ممكن أحكي إيه دلوقتي، أنا اللي الكلام بيتردد في دماغي في السكك وفي وسط منا بشتغل ووانا بنيم مارية وبحط الرز ع النار... أول ماباجي أقعد عشان أكتبه بيتخبر.. كله كله وبيبقى هوا

أنا بقيت بنسى، بنسى كتير أوي.. مع إني بفتكر الحاجات اللي بتضايقني بدقة مؤذية، والكلام اللي نفسي أقوله ومابيتقالش بيفضل يطاردني بالنص، من غير مانسى حرف ولا كلمة.. تقريبا بياخد مساحة بقية الميموري كلها في دماغي.. وافضل تايهة بعد كدة مش فاكرة معظم الحاجات اللي عايزة حقيقي أفتكرها.. زي مثلا، أنا دلوقتي كنت عاوزة أسمع you're always in my mind  بس مش نسخة إلفيس بريسلي، نسخة الرجل التاني اللي مش فاكرة اسمه.. ومش عارفة المفروض أعمل ايه عشان افتكر، وازاي نسيته.. دة من مغنييني المفضلين.. ومعنديش طاقة أدعبس على يوتيوب مع إني عارفة إني هلاقيه.. الدعبسة دي هتاخد من وقت الكتابة والنوم والوقت اللي نفسي أقعد فيه ساكتة في هدوء.. ودي بتبقى دقايق تتعد ع الصوابع


في وسط كل الغمقان اللي حاسة بيه، أكتر لحظات الامتنان اللي بعدي بيها بتكون لسيدة، سيدة هي الست اللي بتساعدني في التنضيف.. أنا حاسة إنها نعمة، نعمة كبيرة أوي.. الست دي هي الكائن الوحيد اللي بيقدملي مساعدة حقيقية بشكل منتظم.. كل ماشوف الدنيا وهيا بتنضف وتلال المواعين بتختفي أحمد ربنا من قلبي إني بعد كل الهلاك دة مش مضطرة أضيع من وقت راحتي على العبث دة.. وفي نفس الوقت مش غرقانة في بيت مكركب يجيب اكتئاب.. بقول في بالي لو كل البهدلة اللي متبهدلاها عشان اشتغل صفصفت على الإنجاز دة بس فنعمة واللي يفوتها يعمى.. الحمد لله

بمناسبة البهدلة.. كنت بفكر مؤخرًا إني غصب عني بطلت أتأثر لما أي حد يقولي انه تعبان، بقوله معلش وبحاول أكون مهتمة بس حقيقي بحس الشكوى من الصداع وأعراض البرد ووجع الرجلين بالنسبة لي مش مؤثرة! دي حيثيات حياتي اليومية العادية، أنا لو اتكلمت عن كمية الحاجات اللي بتوجعني كل يوم هتحول لريهام الندابة حقيقي.. فببقى عاوزة أقول للي بيحكيلي، الوجع هيروح أو ممكن يكون مزمن انت ونصيبك.. بس الأكيد إن طاقتك المهدرة في الرثاء على حالك انت الأولى بيها، استغلها في التطنيش أو في العلاج، زي ماتحب.. بس حاول ماتستغلهاش في الشكوى..

أوبس! أومال أنا بكتب الكلام دة أصلا ليه؟

منا بشتكي وبندب أهو.. بس أنا برنسة وبشتكي من حاجات أهم من وجع الضهر :D يخربيت التنظير على يخربيت اللي بدعه

المهم..

إيه حكاية رسمة الأرنب دي بقى؟

يمكن هي محاولة للتخلص من عقدة الذنب، عقدة التقصير مع مارية.. عقدة إنها بتحب التليفزيون وعندها شغف بالأغاني والألوان المصورة.. واللي ممكن بسيرش بسيط ع النت تطلع 70 مقال بيتكلمو عن أضرارهم على دماغ الأطفال.. محاولة لتمرير وقت الانتظار عشان الوقت يعدي والاقي مارية كبرت وأقدر أمارس معاها أنشطة أحسن من التليفزيون.. هيكون أهمها الرسم، وانا مبعرفش أرسم الأرنب حلو، يا بيطلع وشه صغير وجسمه كبير.. يا بيطلع شبه القطة

لازم أتعلم أرسم الأرنب قبل ما مارية تكبر، وأتعلم ازاي أعمل بطة بالأوريجامي.. عشان ترجع في يوم من حضانتها متلهفة إننا نقعد نعمل البطة الورق ونرسم الأرنب ونقرر هنلبسه بدلة ولا هنرسمله جناحات.. ونحكي عنه حدوتة وهو بينفي عن نفسه إنه دبدوب، أصل الألعاب اللي على شكل أرنب بيتقال عليها دباديب بردو ودة بيضايق الأرانب جدا..

ساعتها يمكن تكون الحياة أفضل.. وكآبة الفشل في كل الاتجاهات أخف.. وأكون رجعت أحب الطبيخ تاني لأني كارهاه جدا اليومين دول.. وأعمل لمارية صلصال ملون بيتاكل ونقعد نعمل بيه أشكال

ويكون عندنا قطة بتأنتخ جنبنا أو تخربلنا خططنا فنجري وراها.. وزرع أعلم مارية ازاي تسقيه، وأحكيلها إن ليا خال اسمه عمرو مش فاكرة لينا أي موقف سوا غير إنه كان بيشيلني وأنا صغيرة ويعمل كئني ماسكة رشاش المية بنفسي عشان أسقي الزرع في البلكونة في بيته اللي في البدرشين.. ذكرى بعيدة بتعدي زي طيف في دماغي اللي بينقيها من وسط ضباب طفولتي اللي مش فاكرة منها حاجة تقريبًا

ساعتها يمكن أكون مستقرة أكتر.. ويمكن أفضل زي منا.. مضطربة ومش عارفة أنا عايزة إيه وباخد قرارات مصيرية لأسباب تافهة، زي إني شلت الإيشارب مثلا عشان لما اتصور في البيت أكون على طبيعتي ومضطرش أقوم ألبس مخصوص! حاجات كدة..

يمكن يبطل الغضب يراكم كل الأفكار فوق نفوخي ويخليني بتنفس بالعافية، ويمكن يستمر في تبويظ حياتي.. وأستمر أنا في انتظاره يمر وأنا برسم أرانب احترافية زي بتاعت ميس بوتر ويمكن أحلى منها

القصد..
تقعدوا بالعافية

بي اس: لقيت الأغنية.. مايكل بوبليه يا جدعان، مايكل بوبليه!


How to draw a bunny for dummies (2)

$
0
0
قال أكتب كل يوم قال :D


أنا حاولت والله.. والدرافت بتاع التدوينة دي محفوظ بقاله كام يوم.. بس يعني ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة والله

الوجع كان مسيطر عليا اليومين اللي فاتو.. وجع وقلة حيلة وعياط مفاجئ في حمامات الشغل، وعينين بتلمع دايما من كتر العياط ووارمة شوية أو حتى وارمة كتير.. بس محدش بياخد باله، وحجة (أصل مارية مانيمتنيش امبارح) دايما بتنفع..

الإحساس بغياب التقدير بيدشدش حاجة جواك كدة، أنا طول عمري عندي العقدة دي وبشتكي منها وأولول ومفيش صاحب يتصاحب وكل الكلام دة.. بس كان بيفضل عندي أمل إن في يوم من الأيام هتقدر التقدير اللي يحسسني بالرضا، دلوقتي اللي مدشدش الدنيا فعلا إني اتأكدت إن عمر دة ما هيحصل

بس عادي.. عيطت يومين ورجعت أقول لنفسي ومن امتى يا ست هانم بتستني موافقة حد أو تأكيده على اللي انتي عارفاه ومتأكدة منه؟ من امتى بتعطلي عشان مش لاقية حد يزقك؟ تقريبا اللي بيتورط في إنه يسند نفسه مرة بيتدبس في الحكاية دي طول عمره.. وانتي طول عمرك بتعمليها، ففكك بقى

المهم إن وسط رحلة تعلم رسم الأرنب اشتريت أرنب لعبة ودباديب تانية وفرحت أوي إني هقدر أعمل بيهم لمارية مابيت شو.. عندنا خروف أزرق وكلب بترولي وبطة لابسة فوشيا وأرنب إيديه ورجليه ضخمة جدا.. قعدت أفكر هسميهم ايه وايه الحواديت اللي هتدور ما بينهم.. طلعوا بطبط وزرّوق وأنتيكة وأرنوب.. وخليت مارية تقعد وبطريقتي المعتادة قلت "كان ياما كااان.."راحت ضاحكة.. وقلت هتتبسط بالعرض بقى

وبدأت أقول أي حاجة واشوف لساني هيوديني لأنهي حتة في قلبي ويطلع حدوتة.. ابتدى بطبط يتريق على زرّوق عشان خروف لونه أزرق ومفيش أصلا خرفان زرقا.. قام زرّوق مأكد إن كل صحابه في محل اللعب على نفس الرف كانوا زُرق زيه.. راح بطبط ضاحك عليه وقالهم مانتو كلكم طالعين كدة بسبب خيال واحد مجنون.. قرر يعمل خروف أزرق

بطبط مكنش واخد باله إنه لابس فوشيا واسكارف مخطط ومابيعومش زي البط دة قاعد زي الدباديب.. زرّوق خد باله وابتدى يعايره هو كمان..

وجه أنتيكة، الكلب البترولي الرايق كان ماشي بيصفر وبيقولهم، ايه دة؟ حد يتخانق والجو حلو كدة؟ فضلوا يزعقوا ويحكوله ع اللي حصل.. قالهم أنا مش فاهم منكم حاجة، صوت زقزقة العصافير مغلوش على خناقكم.. أنا رايح اتمشى

ضربوا كف على كف وقالوا خلاص.. نشهّد أرنوب

أرنوب جه يشمشم زي عوايده على خس وجزر.. راح بطبط وزرّوق موقفينه وابتدوا يحكوله المشكلة

أرنوب استغرب وقالهم: طب وايه المشكلة يعني لما يكون شكلكم غريب؟ مانا إيديا ورجليا كبار خالص أهو.. احنا كلنا أساسا خيال فنانين.. وبعدين لو عملونا شبه الحيوانات الحقيقية هنبقى مملين اوي.. مايجيبولهم بقى الحيوان نفسه أحلى.. حتى هيكون بيجري ويلعب لوحده ويعمل بيبي ع السجادة ويزعقوله.. ساسبينس وكدة

بطبط وزرّوق اتصدموا من رأي أرنوب خالص.. وابتدوا يتصالحوا ويبوسوا بعض، وهما بيبوسوا بعض اتخانقوا مين هيبوس التاني الأول

في هذه الأثناء مارية كانت ماسكة أنتيكة اللي طلع برة المشهد وبتعضعض في مناخيره ومش مهتمة خالص بالحدوتة والمابيت شو.. وانا أحبطت وفضلت أفكر: عمري ما هحرّم وابطل مأساة التوقع!

بمناسبة المآسي..

أول ماشتريت الكنب الجديد اللي في البيت كنت مكتئبة جدا إني جبته رمادي.. حسيت إنه كئيب وكان لازم أجيبه أفتح وملون أكتر.. دلوقتي كل يوم مارية مابيحلالهاش تفتفت البسكوت وتاكله الا على طرف الكنبة وهي بتتسند عليه.. وكل مابغسل القماشة العملية اللي مكنتش عاجباني بشوية مية وترجع زي ماكانت.. بضحك وبقول في سري إن الرمادي كان اختيار هايل، وإن نوع القماشة كان اختيار رباني مناسب للمتطلبات..

كل مرة بمشي فيها مسافة طويلة وانا شايلة مارية وشايلة أكياس وشنطتي، كل مرة بقف في نص المسافة واسيب الحاجة ع الأرض وأنقل مارية ع الدراع التاني قبل ماتقع أو أنا اقع.. كل مرة بلاقي تاكسي في الزحمة وابتسم للسما ابتسامة شكرا.. كل مرة مابلاقيش تاكسي وافضل ادعي في سري والنبي يارب مش قادرة اقف ولا اشيل.. كل مرة بعيط وانا مروحة عشان سواق تاكسي رخم عليا ولا طريق أخد ساعتين ونص وراجعة منه مش نافعة.. كل مرة التاكسي بيبقى ابن حلال ويسيب عربيته ويشيل معايا، أو يبقى ابن حرام ويرميلي الحاجة ع الرصيف ويجري، أو ينفخ عشان واخدة وقت عشان أخرج من العربية... كل مرة كان نفسي اخرج من غير ماحس اني عاملة عملة ولا متأخرة ولا متنيلة ومابخرجش.. كل مرة وقفت أحمي مارية وانا مش قادرة أقف مع ان البيبي سيتر مستغربة اني مصرة اقوم انا بالحكاية دي وانا متمسكة ان يفضل دة نشاط ثابت لينا في آخر اليوم.. كل مرة فضلت مارية تصرخ عشان تلبس وترفس وتوقع البيبرونة بعد ماعملت أراجوز عشان أعملها وانا شايلاها.. كل مرة انتبهت فجأة وانا بغسل البيبرونة وانا شايلة مارية اني ساكتة ودة مش كويس لأنها محتاجة تلقط اللغة، فابتديت أرغي وأشرح أنا بعمل ايه (بحط الصابونة واغسل كدة كدة كدةةة) كل الافكار المؤذية ولحطات الشك والقلق وقلة الحيلة، كلها ربنا عارفها وشايفها.. ومش محتاج حد يشرحله عشان يعترف بيها..

بس خلاص :)

بي اس: اتعرفوا على عيلة المابيت السعيدة، وحاولوا ترسموا أرنوب، الأكثر حكمة وفشاخة مع إن النسب بتاعته بايظة خالص





وقت مستقطع..

$
0
0
كنت بقول في بالي "هييييييه نامت"... هرقص على الأغنية الأول وبعدين أقعد أبيّض اللي كنت كاتباه في النوتة..

أصل أنا قعدت أكتب يوم ما كنت مستنية حجازي عشان نخش مع بعض سينما، زي أيام الخطوبة :) اليوم دة كان جاي من الزمن البعيد فعلا وكئن حد داس إنتر على أوردر الرجوع فرجعنا.. حاجات كتير اتكررت زي ما هيا، حتى اتقمصت منه نفس القمصة عشان مامسكش إيدي.. كنت قاعدة في كوستا مستنياه، طلبت كرواسون عشان جعانة بس كنت عايزة أستناه ناكل سوا.. راحوا جابوهولي مع شوكة وسكينة.. وبعد ما ضحكت في سري لفيته بالمنديل وقعدت آكله زي بقية مخاليق ربنا مابياكلوا السندويتشات

المهم المهم.. كان معايا السماعات الكبيرة والنوتة.. وقعدت أسمع مزيكا وأكتب وأحس إن كل حاجة حواليا بتتكلم ولازم كلامها يتكتب.. يوميها أعدت اكتشاف أغنية لفريق جدل اسمها "أنا بخاف من الكومتمنت".. أما حتة أغنية! برغم إنك ممكن ماتفهمش نص اللي بيتقال فيها بس بتخطف القلب بشكل غريب.. وكنت عايزة من يومها أقوم أرقص عليها ومعرفتش، مش عارفة ليه.. يمكن لو غمضت عيني وانا لابسة سماعات كبيرة وكوتشي بينك على جيبة تحت الركبة وقعدت ألف وأرقص كانت الناس هتستغرب..

المهم إن مارية مابترضاش تنام الضهر خالص، بس نامت اخيرا.. وأنا اتسحبت من جنبها وحطيت السماعات في وداني وشغلت التراك وقعدت ألف وأرقص.. وأول ما ابتدى يقول (آآآآآآآه) اتحولت من الرقص الهادي للتنطيط اللي بيفرغ شحنة مكبوتة.. في نفس الوقت كان البنك بيكلمني عشان قسط متأخر وأنا ببصله ببلاهة وبسأله بصدق (ليه كدة يا بنك؟) ماتنكدش عليا أرجوك..

وانا برقص قررت أدخّل البلالين اللي متعلقة بين النجفتين في الشو.. أنا معلقة بلالين من ليلة راس السنة لما قررت أعجن لأول مرة في حياتي وعملت كورواسون طلع شبه البسكوت واكتشفت إن العجن على قد ماهو حميمي على قد مابيوجع الإيدين.. وعلقت البلالين.. وبقت اللعبة المفضلة لمارية إن بابا ياخدها وينط بيها عشان تخبط فيهم براسها وتضحك.. رفعت إيدي عشان تعدي عليهم واحدة واحدة.. بينما البنك مصر يتصل، وابتديت أفكر أرد على خدمة العملا وأسخف على اللي متصل وأفهمه إني في محاضرة وميصحش تتهجموا ع الناس كدة في بيوتشي الدعارة.. بس فضلت أبص للرقم المجهول اللي انا عارفاه كويس ومعملتش حاجة

وانا بعدي بإيدي على البلالين افتكرت لما مارية بلعت بالونة، والبيبي سيتر بعتتلي صور البالونة وهيا نازلة في البامبرز مع المخرجات وباين عليها الكتابة (هابي بيرذ داي) وكانت بتكلمني بأداء (وليكي عين تنطقي؟ بنتك بالعة بالونة يا هانم..) وانا مرضيتش أحكي لحد وسألت الدكتور بيني وبينه في الخباثة كدة فقالي مادام نزلت يبقى ماتقلقيش.. كنت بفكر إن البالونة حلوة فعلا لدرجة إنها تتاكل.. مش احنا لما بنحب حاجة بنحس إننا عاوزين ناكلها ونعمل أداء هم النم كدة وإننا خبيناها في بطننا ومحدش يقدر يوصلها تاني؟ أزعق لمارية ازاي على إن عندها شغف بالبلالين؟

"قال ماما قال.."

وانا ببرطم في سري مارية صحيت، مالحقتش أبيّض اللي كتبته! شلتها وكملت رقص معاها.. والتليفون فضل يرن، رقم مجهول أنا الوحيدة اللي عارفاه، كان عاوز يسأل على القسط مع إنه عارف وأنا عارفة إني مش هدفعه..

ويبقى السؤال دائماً:
ليه كدة يا بنك؟؟


...


هوامش:

1- ما هي إمكانية إنه يطلع كان رقم تاني متصل يقولي إني هكسب عربية هدية؟
2- الرقص بعد زيادة الوزن لم يعد بنفس الخفة بس بيعمل نفس التأثير النفسي الفشيخ

3- نسيت أكتب تجربتي عن مرواح الجيم.
4- وحشتيني يا مدونة :)



غُطس!

$
0
0
جنب شغلي جناين كتير..

زي دلوقتي - اللي هو الربيع بتاع الإمارات حرفياً- كل الورد طارح وكل الشجر مخضر وكل حاجة في أبهى صورها.. طرح الورد طويل مش لابد في الأرض ومستخبي.. واكتشفت انهم منقيين ألوانه بعناية بعد ما طلع.. فيه تنويعات برتقاني وأصفر وأبيض ترد الروح

كل اللي كنت بفكر فيه وانا بتفرج على حوض الزرع اللي واصل عند ركبي إني عاوزة آخد فيه غُطس.. هنط بتُقلي وجسمي المنهك وأفكاري وأحلامي وخذلاني وكل الحاجات وأواجه كمية الورد بوشي.. ولسبب ما مش مفهوم هغرق كئني بنط على مرتبة من اللي بيتملوا مية.. وهتقلب على ضهري بعد شوية وأواجه السما بسعادة وطرف عيني لامح اللون الأورانج من الجنبين ووسطهم دايرة الأزرق الواسعة.. وهسيب النمل والنحل يتسلوا عليا وأقعد أفكر هما بيفكروا في إيه وكمية العجب اللي عندهم من الجثة اللي جت هبطت على بيوتهم.. وقد إيه ضخمة مش زي الصرصار يقدروا يقسموه سوا..

هتقرّص بنفس راضية تماما وهعتبر دة قربان الانضمام للطبيعة...

والأهم: مش هروح الشغل تاني، ومش هفكر في الفلوس، وأما أحب أسافر هطلب من النحل يعملي جناح ضخم قصاد كل القرص اللي قرصهولي عشان أسافر معاه.. وهقولهم إني اتفرجت على ذا بي موفي ومتعاطفة مع قضيتهم جداً.

وغالباً هختار الوجهة الأولى على المسجد الأزرق في تركيا..

 ومن هناك هبتدي من أول وجديد.

يجعله عامر..

$
0
0
كنت لسة بقول امبارح إن الشهر دة كنت متوقعة أبقى تعيسة فشخ وحياتي ضلمة لأنه شهر مزنوق مادياً جداً.. ولسبب ما مش مفهوم بالنسبة لي حصل العكس.. وحاسة إني مبسوطة إن الأيام بتعدي بشكل لطيف وبدون معاناة حقيقية مع إني مابصرفش حاجة تقريباً كل يوم.. المواصلات دفعتها أول الشهر للراجل اللي بيوصلني، والجزء اللي كان بيتصرف على التاكسيات قررت ألغيه الشهر دة وأمشي...

رحلات المشي اليومية مبهجة جدا، افتكرت مقولة بابا لما كان بيقول (الفقرا ربنا بيحليلهم زادهم).. تلاقي دايما الحاجات الصغيرة -اللي المفروض أرخص- طعمها أحلى.. السمك الصغير، البرتقان الصغير والتفاح والموز البلدي.. لايُقارنوا بالفاكهة المنشية اللي بتتباع في السوبرماركتات الكبيرة اللي حجمها مش طبيعي وألوانها غريبة..

 ورحلة المرواح لما يبقى جزء منها تمشية مع مزيكا في الجو اللطيف دة، غير لما تبقى من باب لباب ومن عربية لعربية بدون شم هوا حقيقي.. والمشي الكتير في الشوارع من وإلى وجهتك بشكل يومي -اللي بيضطرله الغلابة غالبا- حاجة مختلفة خالص حتى عن شعبطة المواصلات وشقاها.. هو شقا بس معاه نسيم هوا، وهو أمر لو تعلمون عظيم..

كل مدة لما بتعدي عليا فترة زنقة بضطر لرحلات مشي زي دي.. افتكرت أيام الثورة لما قللوا مرتباتنا للنص بسبب ظروف البلد ومحدش كان يستجري يسيب الشغل طبعا، كنت بركب من عبد المنعم رياض لحد طيبة مول وأمشي شارع طويل جدا عشان أوصل بيتنا بتاع مصر الجديدة في عمارات المروة.. رحلة المشي دي كانت بتاخد تقريبا تلت ساعة، مش كتير يعني.. برغم إني كنت بحسها إنجاز ساعتها

بس نفس الأحاسيس رجعتلي تاني، نفس لسعة البرد والمزيكا العالية في وداني وإحساسي إني مش مجبورة.. أنا مبسوطة بلحظات الحرية دي.. ساعتها كان سبب الانبساط إنه شارع طويل وضلمة ومفيهوش حد يقرفني.. ودلوقتي سبب الانبساط إن دي من الأوقات النادرة اللي بقدر أمشي فيها في الشارع من غير ماكون شايلة ومحتاسة وبشوف إيه اللي وقع ومين اللي عيط

نفس الحكاية حصلت مع الأكل.. بقيت أطبخ شوية أكل زيادة وآخد معايا الشغل بدل ماشتري كل يوم من برة.. وبقى عندي لانش بوكس زي بتاع مارية ونفس اللون ولما بتشوفه بتقولي (مَم) وانا بقولها آه دة المم بتاع ماما.. المم بتاعك في العلبة التانية الصغننة دي

النهاردة كنت واخدة رز ومعاه خضار مسلوق من اللي بعمله لمارية، حطيت لنفسي عليه بس شوية لورباك وملح وزعتر وقلبته مع الرز.. كان طعمه حلو أوي وريحته لما سخنته في الميكرويف في الشغل خلت كل اللي يعدي يسأل ويتطقس ويدوق

وشوية الأكل الزيادة اللي فايضين من البيت، واللي جايباهم معايا لأني حرفيا معيش أجيب أكل.. كل منهم شخصين غيري في الأول، وبعدين واحدة فيهم عجبها خالص وراحت تدوقه لصاحبتنا اللي اتنقلت قسم تاني.. وفي الآخر اتبقى حبة ولقيت مديرتي جاية موحوحة وبتقول إنها ماعرفتش تتغدى النهاردة.. رحت اديتهوملها مع تشجيع من بقية الزملاء وتأكيد على إنه حلو أوي ولازم تدوقه.. يعني خمس أنفار كلوا وشبعوا من اللانش بوكس :))

حسيت بالإحساس بتاع بيوت الجدات اللي معروف إنهم على قد حالهم بس تروح عندهم تاكل وتشرب وتشبع وتنام وتدلع وتاخد معاك خير وانت مروح.. ماما ستو -اللي هيا مامة جدتي- كان لازم تدينا برتقان واحنا مروحين، صيف شتا كان عندها برتقان مجهول المصدر.. وكان بيبقى طعمه حلو أوي

تقريباً هو دة التعريف الحرفي لـ "يجعله عامر.." :)



أستاذ فرين زين، ممكن تساعدني؟

$
0
0



انتصر فريد زين لكل المتورطين عندما هرب بأكثر الطرق صبيانية وبأكثر الوسائل طفولة وبهجة: البالونة!

طير بيته بالبلالين واستطاع أن يبعد عن كل المزعجين وكل الأخطاء، كل الاحتمالات وكل الفشل.. انتصر للذكرى وللوعود الطفولية القديمة، لحبه الأول.. المغامرة.. انتصر حتى على نفسه التي أصرت عليه أن يسلك طريق الحياة الآمنة ويكتفي بأن يحقق حلمًا واحدًا فقط.. ويستنفذ بقية العمر في محاولة إبقائه على قيد الحياة..

ربما يمكنني -بقليل من الجهد والحسابات الرياضية المعقدة- أن أفعل مثله.. أن أهرب، أو أساعد مشاكلي على الهرب.. ببالونة أو بمعلقة سكر سحرية تذيب كل أثر للمرارة.. بأشواك تحميني وتحمي بيتي وأحلامي من المتطفلين، تنمو على جلدي كقنفذ.. أو مراوح تنبت في مناطق مختلفة من جسدي تخلصني من تأثير الحرارة المرضي علي، أو ربما تحولني إلى غواصة...

في كل المواقف، وأمام كل كل الأزمات...

فمثلاً..

أنا أستهلك من الميموري الضئيلة في هاتفي مساحة لا بأس بها لتحميل أبلكيشن (8fit) كي أمارس التمارين بانتظام، وبينما أشغل سلسلة تمارين المبتدئين أصدم من مدى افتقادي للمرونة وثقلي والدمار الشامل في ركبتيْ.. أضع الجهاز أمامي وأحاول أداء البوش أبس المطلوبة استناداً على ركبتي فأشعر بالألم، تكاد غضاريفي أن تنصهر بفعل ملامسة حرارة السجادة، أحاول أداء التمرين الآخر الذي يتطلب أن تنام على بطنك وتثني رقبتك وساقيك في اتجاهات عكسية على أمل أن تتحول إلى  قارب  يوما ما.. أنجح في عمل هذا التمرين.. ولكنني في كل مرة أعود فيها للوضع الطبيعي يتكاثر شعري حول وجهي فأغرق فيه.. أزيحه وأكمل وأشعر بالعبث، ربما لهذا أحاول أن أصبح قاربا، حتى أتوقف عن الغرق في شعري!


لا ينقص وزني جراماً واحداً

أنظمة الطعام تجعل الأيام باهتة، حساب الكالوريز مهمة تصعب على أمثالي ممكن يظنون أن الوقت المناسب لالتهام كرات اللحم بصوص الطماطم والزبدة هو الثانية صباحاً..

أحتاج فقط لبالونات تقاس بالنانو و المايكرو يا عم فريد زين.. أربطها في ترهلاتي وكرشي ثم أجلس في وضعية اليوجا بمنتصف الشقة وأراقبها تأخذ كل شيء وتطير.. ربما علي أن أستعين بمصور احترافي لتسجيل تلك اللحظة الخرافية التي ستبهج كل المتورطين في أوزانهم الثقيلة وحبهم للطعام.. دهون طائرة ببالونات ملونة صغيرة، والمفاجأة؟ حقنة ستأخذها في الوريد ستغير حياتك في التو واللحظة.. تمكنك من تحويل كل الطعام الرائع إلى مياه ما إن يدخل إلى جسدك.. حتى تصبح نحيلاً جداً، أو ربما برمائياً.


أما عن انقباضة القلب دون سبب مقنع، سنحتاج البلالين أيضاً في مهمة بسيطة للغاية.. رحلة طيران فردية مع (الآميمة) كما تسميها مارية.. لا أدري كيف خطر ببالها أن تنطق الحمامة، آميمة.. ولكن الطيران برفقة الآميمة يمكنه فعلا أن يغير حالة القلب، وإذا لم ينجح ذلك، بعملية زرع بلالين بسيطة يمكن دس الهواء داخل القفص الصدري.. في أكثر درجات الحرارة سوءا وأسوأ حالات اليوم توقعاً..


والأفكار.. الأفكار التي ترف فوق دماغي في المواصلات والمطبخ واجتماعات الأحد في العمل.. بضعة بلالين ذكية يمكنها أن تلتقطها جميعاً من رأسي وتذهب بها إلى مكانها المناسب في فايلات الوورد الخاصة بها، أو بقرب أباجورة سريرى في دفتر ملاحظاتي الأزرق.. وحتى لا تصبح دماغي خاوية بعد طيران كل الأفكار، سأحشو محلها الكثير من الهيليوم بمنفاخك السحري يا عم فريد زين.. حتى إذا أكلتني الوحشة في أية لحظة  أخذت دماغي وطرت إلى حيث طارت أفكاري..

المشاكل كثيرة وللبلالين أهمية تفوق فيتامين دال.. ولكنني سأكتفي بهذه الطلبات الآن..

هلا ساعدتني أستاذ فريد زين؟ وأنا هساعدك تعدي أي حاجة وهاخد منك وسام مساعدة المسنين..

بس أرجوك.. حاول تعمل دة قبل مابقى أنا كمان مسنين، حيث أن الشعر الأبيض بدأ في مراحل الغزو المسلح..


في الانتظار، صديقتك المنكوشة: ميام بين قوسين ماما، ماما، ماما (بسرعة 5 ماما في الثانية).

يا سارقين الوقت...

$
0
0
أنا هسرق الوقت واكتب.. أيوة هسرقه ومش مهم أتأخر شوية.. أنا هسرقه! أنا بسرقه أهووو

في وسط اليوم الزحمة الضلمة من أوله، لازم نسرق الوقت.. لازم.. مش مهم إني هروح من الشغل في ساعتين، وإني وصلت الصبح في 3 ساعات بسبب حوادث السير.. أيوة الحوادث دي اللي سببها ناس مابتعرفش تسوق أو بتعمل تصرفات غبية فجأة مع إنها بتعرف تسوق.. أو إن قضاها جالها ووشوش ورا ودانها بصوت خفيض وقالها (اعملي حادثة.. دلوقتي، يلا!).. الناس دول اللي المفروض أنضم ليهم قريب وأواجه الهواجس معاهم.. مع إني مبعرفش أطلع من الركنة مظبوط.. وبحس العربيات قريبة مني في الشوارع الرايح جاي، قريبة أوي.. لدرجة إني ببقى عاوزة أتاخر شمال كدة أحسن تخبط فيا.. امممم شمال صح؟ أصل انا كمان بتلخبط في الشمال واليمين.. مش متخيلة اللي هيمتحني لو قالي روحي يمين ورحت شمال من البداية كدة هيكون موقفه إيه..

أنا مش عايز أسقط في امتحان الرخصة عشان الفشل وحش؟ ولا عشان لازم أثبت للي حواليا اني متميزة فااااشخ ونجحت من أول مرة.. ايه الداعي أصلا إني أمتحن وانا لسة مبعرفش أسوق؟ امممم عشان الدروس خلصت؟ والفلوس خلصت؟ ماشي.. وجهة نظر بردو

هسرق الوقت، هسرقه من عين التخين.. هوقف المدرب اللي صوته في حد ذاته مستفز وهقوله (تشوب هو جاوا!!) دي معناها (اخرس) بالأوردو.. هقولهاله وأقف بالعربية بتاعت (السائق تحت الفحص) في وسط الشارع وأحط السماعات في وداني واقعد اكتب.. هكتب حاجة مطلعها بيقول: (ليست مشكلة أحد ولكنها تؤرق الجميع..) مسم، ياسلااام..



هيحاول يطلعني من حالة الذهان الفجائي دة، بس آسفة يابن الوسخة مش هقدر أرد عليك عشان مبعرفش أوردو.. معرفش غير الجملة دي اللي خليت صاحبتي الهندية تحفظهاني.. يمكن أعرف أرد بيها على كل المستفزين اللي بيحسبوني هندية ويقولوا بمنتهى اللذاذة اللي في الدنيا: بط يو ضونت لوك إيجيبشااان؟؟ يعني كنتو روحتو عاينتو كل الإيجيبشان بروح أمكو وخلاص اتأكدوا إني مش تبعهم.. ولا لازم أطلعلكم الشرشوحة اللي جوايا عشان تبصموا بالعشرة إني مصرية؟

بس انا مش فاضية... وقتي محدود للغاية ومش فاضية للهبل دة.. مابين إني اتبهدل في المواصلات عشان أتأكد إني لازم أسوق.. وبعدين أتبهدل في دروس السواقة عشان أتأكد إني ماينفعش أسوق.. مابين الشمس اللي بتسمرني أكتر عشان مابقاش شبه المصريين المتعززين اللي مابيمشوش في الشمس ومابيسمروش.. ومابين شعري اللي مش عاجب بابا عشان ناكشاه طول الوقت.. مابين أدوية التخسيس اللي بفكر أجربها ومواعيد الجيم اللي محدش هيديني فرصة أروحها.. مابين حر المطبخ وريحة الهوا المعطن اللي بيطلع من المكيف لما يفصل.. مابين توقعات الغير وأحلامي والنحس الأزلي.. أنا مشغولة فشخ يا جماعة ومش فاضية أرد على حد

حتى لما بسرق الوقت.. مبعملش منه غوايش وخلاخيل والبسها بدون هدوم واتمشى في الشقة... لأ.. بضيعه في إني أحاول أفهم مارية إن (وبعدييين؟) دي مش حاجة تضحك، أنا بحاول أهددك يا بنتي بتضحكي على ايه؟ مابخلعش جوز العيون اللي بتحرقني واحط بدالهم شريحتين أناناس جوة كل واحدة فيهم زتونة.. لأ.. بنقل الهدوم المتطبقة كل حاجة في مكانها.. بحاول أخلي كل حاجة في مكان واضح وصح.. عشان مواجهش معضلة البادي الأبيض فين الساعة 8 الا ربع صباحاً.. وكل ماجي أدور عليه ألاقي كلوتات

بس أنا هسرق الوقت، هسرقه ومش هيهمني أي حاجة.. أنا جامدة جدا.. أنا جامدة فشخ

هسرقه وهلفه حوالين وسطي.. وارقص.
Viewing all 98 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>